ويكون المجرور بمن الشيء الذي منه ابتداء ذلك الفعل؛ نحو: سرت من البصرة، أو يكون الفعل المتعدى بها أصلاً للشيء الممتد؛ نحو: تبرأت من فلان إلى فلان، وكذا خرجت من الدار، لأن الخروج ليس شيئًا ممتدًا، إذ يقال: خرجت من الدار، إذا انفصلت منها، ولو بأقل من خطوة. وليس التأسيس والنداء حدثين ممتدين، ولا أصلين للمعنى الممتد، بل هما حدثنا واقعان فيما بعد (من) وهذا معنى (في) فمن في الآيتين بمعنى (في) وذلك لأن (من) في الظروف كثيرًا ما تقع بمعنى (في)؛ نحو: جئت من قبل زيد ومن بعده. و {ومن بيننا وبينك حجاب}[٤١: ٥]». انظر الإنصاف ٢٢٨ - ٢٣٠.
٣ - لله الأمر من قبل ومن بعد ... [٣٠: ٤].
اختلف في (من) الداخلة على (قبل، وبعد) فقال الجمهور لابتداء الغاية ورد بأنها لا تدخل عندهم على الزمان. وأجيب: بأنهما غير متأصلتين في الظرفية، وإنما هما في الأصل صفتان للزمان، إذ معنى: جئت قبلك: جئت قبل زمان مجيئك، فلهذا سهل ذلك فيهما، وزعم ابن مالك أن (من) زائدة، وذلك مبني على قول الأخفش. المغني ٢: ١٨.
وقال الرضي:(من) بمعنى (في) وقال: تختص «من» بجر «قبل، وبعد، وعند، ولدى، ولدن، ومع». الرضي ٢: ٣٠١.
٤ - تجري من تحتها الأنهار ... [٢: ٢٥].
«من» لابتداء الغاية، البحر ١: ١٠٤.
٥ - كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا [٢: ٢٥].
«من» الأولى لابتداء الغاية، والثانية بدل منها. أعيد معها حرف الجر بدل اشتمال. البحر ١: ١١٤.