{ما أنت بنعمة ربك بمجنون}[٦٨: ٢]. فقوله (بنعمة) متعلق بمعنى النفي، أي انتفى بنعمة الله وبحمده منك الجنون».
هذا ما يراه الرضي وهو الراجح في نظري، ولكن الجمهور على منع ذلك وسأذكر بعض الآيات:
١ - ولا تأخذكم بهما رأفة ... [٢٤: ٢].
في العكبري ٢: ٨٠: «لا يجوز أن يتعلق الباء برأفة؛ لأن المصدر لا يتقدم عليه معموله، وإنما يتعلق بتأخذ، أي لا تأخذكم بسببهما. ويجوز أن يتعلق بمحذوف على البيان، أي أعنى». الجمل ٣: ٢٠٨.
٢ - لو أن لي بكم قوة ... [١١: ٨٠].
(بكم) حال من (قوة) وليس معمولا لها لأنها مصدر. العكبري ٢: ٢٣.
٣ - وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا [١٧: ٢٣].
الحوفي: الباء متعلقة بقضى، ويجوز أن تكون متعلقة بمحذوف، أي أوصى، الواحدي في البسيط: الباء من صلة الإحسان وقدمت عليه، و (أحسن) و (أساء) يتعديان بإلى وبالباء.
أبو حيان:(إحسانا) إن كان مصدرًا ينحل بأن والفعل فلا يجوز تقديم متعلقه، وإن كان بدلاً من اللفظ بالفعل فيجوز تقديم معموله عليه. البحر ٦: ٥٢.
٤ - لئلا يكون للناس عليكم حجة ... [٢: ١٥٠].
(عليكم) حال صفة تقدمت عاملها محذوف، ولا يجوز أن يتعلق بحجة، لأنه مصدر. البحر ١: ٤٤١، العكبري ١: ٣٨.
٥ - لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل [٤: ١٦٥].
(على الله) حال من (حجة) ويجوز أن يكون هو الخبر، و (للناس) حال. ولا يجوز أن يتعلق (على الله) بحجة لأنه مصدر. العكبري ١: ١١٣. الجمل ١: ٤٤٨.