وقد جاء في القرآن جواب (إذا) غير مقرون بالفاء في مواضع يجب اقتران الجواب فيها بالفاء في الأدوات الجازمة.
جاء جواب (إذا) مصدرًا بما النافية غير مقرون بالفاء في قوله تعالى: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا} ٤٥: ٢٥.
وجاء جواب (إذا) مصدرًا بإن النافية غير مقرون بالفاء في قوله تعالى:
١ - {وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا}[٢١: ٣٦].
٢ - {وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا}[٢٥: ٤١].
أما أبو حيان فقال: إن الجواب لا يحتاج إلى الفاء مع (إذا) خاصة، فلا يجب في جوابها - إذا كان مصدرًا بما، أو (إن) - أن يؤتي معها بالفاء؛ كما يؤتي في بقية أدوات الشرط من غير (إذا).
قال في البحر ٦: ٣١٢: «ولم يحتج إلى الفاء في الجواب ... بخلاف أدوات الشرط، فإنه إذا كان الجواب مصدرًا بما النافية فلابد من الفاء».
وقال في البحر ٥: ٥٠٠: «وانفردت (إذا) بأنه إذا كان جوابها منفيًا بما، أو (لا) لا تدخله الفاء؛ بخلاف أدوات الشرط غيرها فلابد من الفاء مع (ما)، أو (لا)، إذا ارتفع المضارع، فلو وقعت (إن) النافية في جواب غير (إذا) فلابد من الفاء كما النافية».
وجاء جواب (إذا) جملة اسمية ولم يقترن بالفاء في بعض الآيات.
قال الرضي في «شرح الكافية» ٢: ١٠٤: «ولعدم عراقة (إذا) في الشرطية ورسوخه فيها جاز - مع كونها للشرط - أن يكون جزاؤها اسمية بغير فاء؛ كما في قوله تعالى:
{وإذا ما غضبوا هم يغفرون} ٤٢: ٣٧، وقوله تعالى:{والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون} ٤٢: ٣٩، ثم أجاز تأويل الآيتين بعد ذلك.