تقدم (إذا) الفجائية من حروف العطف حرفان: الفاء، وثم.
أما (ثم) فقد جاءت في آية واحدة:
{ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون}[٣٠: ٢٠].
وفي الجمل ٣: ٣٨٦: «الفجائية أكثر ما تقع بعد الفاء، لأنها تقتضي التعقيب، ووجه وقوعها مع (ثم) بالنسبة إلى ما يليق بالحالة الخاصة، أي بعد تلك الأطوار التي قصها علينا في مواضع أخر من كوننا نطفة ثم مضغة ثم عظما مجردا ثم عظما مكسوا لحما فاجأ البشرية والانتشار. من السمين».
وجاءت (إذا) الفجائية مقترنة بالفاء في مواضع تزيد عن العشرين، كما تجردت من حروف العطف في مواضع تقرب من العشرين موضعًا.
وقد اختلف النحويون في الفاء الداخلة على إذا الفجائية.
ويظهر من كلام المبرد أنها عاطفة قال في المقتضب ٣: ١٧٨:
«وذلك قولك: جئتك فإذا زيد، وكلمتك فإذا أخوك، وتأويل هذا: جئت ففاجأني زيد، وكلمتك ففاجأني أخوك».
وأبو الفتح نسب هذا القول إلى مبرمان تلميذ المبرد. قال في الخصائص [٣: ٣٣٠].
«وبهذا يقوى قول مبرمان إن الفاء في نحو قولك: خرجت فإذا زيد عاطفة وليست زائدة وكما قال أبو عثمان، ولا للجزاء كما قال الزيادي».
وفي شرح الكافية للرضي [١: ٩٣]: «وأما الفاء الداخلة على (إذا) المفاجأة فنقل عن الزيادي أنها جواب شرط مقدر، ولعله أراد أنها فاء السببية التي المراد منها لزوم ما بعدها لما قبلها .. أي مفاجأة السبع لازمة للخروج».
وقال المازني: هي زائدة، وليس بشيء، إذا لا يجوز حذفها.
وقال أبو بكر مبرمان: هي للعطف حملا على المعنى، أي خرجت ففاجأت كذا، وهو قريب. انظر ابن يعيش ٩: ٣ - ٤، البحر ٦: ٢٥٨ - ٢٥٩، ٧: ٨٢ والمغني ١: ١٤٣.