ونقل سيبويه أن النصب على الاستثناء لغة لبعض العرب الموثوق بعربيته قال:[١: ٣٦]: «هذا باب النصب فيما يكون مستثنى مبدلا، حدثنا بذلك يونس وعيسى جميعا أن بعض العرب الموثوق بعربيته يقول: ما مررت بأحد إلا زيدًا، وما أتاني أحد إلا زيدا».
اشتراط الفراء لجواز النصب على الاستثناء أن يكون ما قبل (إلا) معرفة، قال في معاني القرآن [١: ١٦٧]: «وإذا كان الذي قبل (إلا) نكرة مع جحد فإنك تتبع ما بعد (إلا) ما قبلها؛ كقولك: ما عندي أحد إلا أخوك».
وفي التسهيل ص ١٠٢:«ولا يشترط في جواز نصبه تعريف المستثنى منه، خلافا للفراء».
وفي شرح الكافية للرضي [١: ٢١٤]: «الفراء يمنع النصب على الاستثناء إذا كان المستثنى منه منكرا، فيوجب البدل في نحو: ما جاءني أحد إلا زيد، ويجيز النصب والإبدال في: ما جاءني القوم إلا زيد وإلا زيدا، ولعله قاسه على الموجب». وانظر إعراب القرآن للزجاج ٨٦٢.
جاء نصب المستثنى التام النفي المتصل في قراءة سبعية في قوله تعالى:{ما فعلوه إلا قليل منهم}[٤: ٦٦].
قرأ ابن عامر {إلا قليلا} بالنصب، شرح الشاطبية ص ١٨٤ غيث النفع ص ٧٦ النشر [٢: ٢٥٠]، الإتحاف ص ١٩٤، البحر:[٣: ٢٨٥].
قال الفراء في معاني القرآن ١: ١٦٦: وهي في قراءة أبي {ما فعلوه إلا قليل}. كأنه نفي الفعل وجعل ما بعد (إلا) كالمنقطع عن أول الكلام؛ كقولك: ما قام القوم اللهم إلا رجلا أو رجلين.
فإذا نويت الانقطاع نصبت، وإذا نويت الاتصال رفعت.
وفي الكشاف [١: ٢٧٨]: «وقرئ {إلا قليلا} بالنصب على أصل الاستثناء، أو على: إلا فعلا قليلا».
وفي البحر [٣: ٢٨٥]: «وقول الزمخشري: أو على إلا فعلا قليلا ضعيف؛ لمخالفة