أخطأ ابن قتيبة في الأعراب، ففسد المعنى نتيجة هذا الإعراب الخاطئ، ثم جعل القراءة كفرًا ولحنًا لا تصح به الصلاة، ولو استقام له الإعراب ما فسد المعنى ولا رتب عليه هذه النتائج.
على قراءة فتح همزة (إن) مفعولاً للقول على تأويله بالظن، ففسد المعنى، فجعل ذلك لحنًا، ولو أعرب المصدر المؤول على حذف لام العلة ما فسد المعنى.
ثم لو اتبع إعراب قتيبة في قراءة كسر الهمزة بأن تجعل الجملة مفعولاً للقول لكان المعنى فاسدًا أيضًا.
في تأويل مشكل القرآن: ١٢ «لو أن قارئًا قرأ {فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون} وترك طريق الابتداء بأنا، وأعمل القول فيها بالنصب على مذهب من ينص (أن) بالقول؛ كما ينصبها بالظن - لقلب المعنى عن جهته، وأزاله عن طريقه، وجعل النبي عليه السلام محزونًا لقولهم:{إن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون} وهذا كفر ممن تعمده، وضرب من اللحن لا تجوز الصلاة به ولا يجوز للمأموين أن يتجوزوا فيه».
وفي ابن خالويه: ٥٧: {فلا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعًا}، بفتح الهمزة أبو حيوة. قال ابن قتيبة: من فتح همزة (أن) هاهنا فقد كفر.
قال ابن خالويه: وله وجه عندي ذهب عن ابن قتيبة بنصب (أن) بتقدير فعل غير القول. والتأويل: ولا يحزنك قولهم إنكارهم أن العزة لله».
وفي البحر ٥: ١٧٦: «وقرأ أبو حيوة بفتح الهمزة، وليس معمولاً لقولهم؛