الاتصال يظهر إذا قدرنا المستثنى منه محذوفا تقديره: أحدا، والانقطاع على أنه بدل من فاعل {ينفع}. انظر الكشاف ٣: ١١٨، العكبري ٢: ٨٨.
البحر ٧: ٢٦ - ٢٧، الجمل ٣: ٢٨٤. وجعله بعضهم استثناء مفرغا، فمن مفعول.
٩ - {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله}[٢٧: ٦٥].
يظهر من كلام الفراء أنه استثناء متصل. قال في معاني القرآن ٢: ٢٩٨: «رفعت ما بعد [إلا]، لأن في الذي قبلها جحدا، وهو مرفوع، ولو نصبت كان صوابا. وفي إحدى القراءتين:{ما فعلوه إلا قليلا منهم} بالنصب، وفي قراءتنا بالرفع. وكل صواب ..».
والاستثناء متصل عند ابن مالك على وجهين:
(أ) تعليق {في السموات} بفعل كون خاص، أي يذكر.
(ب) صحة الجمع بين الحقيقة والمجاز. وجعل ابن القيم الاستثناء متصلا بإرادة العموم في {من في السموات} كأنه قال: لا يعلم أحد. [البدائع ٣: ٦٢ - ٦٤].
والاستثناء منقطع عند الزمخشري، جاء على لغة تميم في إبدال المستثنى من المستثنى منه. [الكشاف ٣: ١٤٩].
وفي البحر ٧: ٩١ " استثناء منقطع؛ لعدم اندراجه في مدلول لفظ [من] وجاء مرفوعا على لغة تميم .. ولا يقال: إنه مندرج في مدلول [من] فيكون في السموات والأرض ظرفا حقيقيا للمخلوقين، ومجازيا بالنسبة إلى الله تعالى، أي هو فيهما بعلمه؛ لأن في ذلك جمعا بين الحقيقة والمجاز، وأكثر العلماء ينكر ذلك، وإنكاره هو الصحيح. ومن أجاز ذلك فيصح عندي أن يكون استثناء متصلا، وارتفع على البدل أو الصفة ..».