فما بعد [إلا] لا يمكن أن يتسلط عليه زاد، ولا نقص، بل يقدر المعنى: ما زاد لكن النقص حصل له، وما نفع لكن الضر حصل، فاشترك هذا مع القسم الأول في تقدير [إلا] بلكن.
وإذا تقرر هذا فيكون قوله:{إلا أن تقولوا} استثناء منقطعا من هذا القسم الثاني، وهو ما لا يمكن أن يتوجه إليه العامل، والتقدير: لكن التعريض سائغ لكم».
٢ - {وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون}[٢: ٢٣٧].
في البحر ٢: ٢٣٥: «نص ابن عطية وغيره على أن هذا استثناء منقطع؛ لأن عفوهن عن النصف ليس من جنس أخذهن. قيل: وليس على ما ذهبوا إليه، بل هو استثناء متصل، لكنه من الأحوال، لأن قوله:{فنصف ما فرضتم} معناه: عليكم نصف ما فرضتم في كل الأحوال إلا في حال عفوهن عنكم. وكونه استثناء من الأحوال ظاهر .. إلا أن سيبويه منع من أن تقع [أن] وصلتها حالا، فعلى قول سيبويه يكون {إلا أن يعفون} استثناء منقطعا». [أبو السعود ١: ١٧٨، الجمل ١: ١٩٤، القرطبي ٢: ١٠١٣].
٣ - {لن يضروكم إلا أذى}[٣: ١١١].
استثناء متصل مفرغ من المصدر المحذوف، التقدير: لن يضروكم ضررا إلا ضررا يسيرا.
وقال الفراء والزجاج: هو استثناء منقطع، والمعنى: لن يضروكم البتة، لكن يؤذوكم بما يسمعونكم. [البحر ٣: ٣٠، القرطبي ٢: ١٤١٥ - ١٤١٦، العكبري ١: ٨٢، بدائع الفوائد ٣: ٧٢].