للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتعلقان بأقرب، وهذا من خواص أفعل التفضيل أنه يتعلق به حرفا جر من جنس واحد، وليس أحدهما معطوفًا على الآخر، ولا بدلاً منه، بخلاف سائر العوامل، فإنه لا يتعلق بها حرفا جر من جنس واحد إلا بالعطف أو على سبيل البدل، فتقول: زيد بالنحو أبصر منه بالفقه.

البحر ١١٠:٣، العكبري ٨٧:١، الجمل ٣٣٤:١

١٢٥ - ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ {١٥٤:٦}

أحسن: فعل، وقال بعض الكوفيين: يصح أن يكون اسمًا، وهو أفعل تفضيل. وهو مجرور صفة للذي، وإن كان نكرة من حيث قارب المعرفة؛ إذ لا يدخله (أل)؛ كما تقول العرب: مررت بالذي خير منك، ولا يجوز: بالذي عالم، وهذا سائغ على مذهب الكوفيين في الكلام، وهو خطأ عند البصريين.

البحر ٢٥٥:٤.

١٢٦ - لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا {٨:١٢}

في البحر ٢٨٢:٥: «أحب: أفعل تفضيل، وهو مبني من المفعول شذوذًا، ولذلك عدى بإلى، لأنه إذا كان ما تعلق به فاعلاً من حيث المعنى عدى إليه بإلى، وإذا كان مفعولاً عدى إليه بفي. وتقول: زيد أحب إلى عمرو من خالد، فالضمير في أحب مفعول من حيث المعنى، وعمرو هو المحب، وإذا قلت: زيد أحب في عمرو من خالد كان الضمير في أحب فاعلاً، وعمرو هو المحبوب، ومن خالد في المثال الأول، وفي الثاني فاعل».

وفي الجمل ٤٣:٢: «وإذا بنيت أفعل التفضيل من مادة الحب والبغض تعدى إلى الفاعل المعنوي بإلى وإلى المفعول المعنوي باللام أو بفي، فإذا قلت: زيد أحب من بكر كان معناه: أنك تحب زيدًا أكثر من بكر، فالمتكلم هو الفاعل، وكذلك إذا قلت: هو أبغض إلى منه كان معناه: أنت المبغض، وإذا قلت: زيد أحب لي من عمرو أو أحب في منه كان معناه أن زيدًا يحبني أكثر من عمرو، وعلى هذا جاءت الآية الكريمة، فإن الأب هو فاعل المحبة».

<<  <  ج: ص:  >  >>