وقيل: خير مستقرًا منهم لو كان لهم مستقر، فيكون التقدير وجود مستقر لهم فيه خير».
١٤ - آللَّهُ خَيْرٌ أَمْ مّا يُشْرِكُونَ {٥٩:٢٧}
في البحر ٨٨:٧: «(آلله) استفهام فيه تبكيت وتوبيخ وتهكم بما لهم وتنبيه على موضع التباين بين الله تعالى وبين الأوثان؛ إذ معلوم عند من له عقل أنه لا شركة في الخيرية بين الله تعالى وبينهم. وكثيرًا ما يجيء هذا النوع من أفعل التفضيل حيث يعلم ويتحقق أنه لا شركة فيها، وإنما يذكر على سبيل إلزام الخصم وتنبيهه على خطأ مرتكبه.
وقيل:(خير) ليست للتفضيل، فهي كما تقول: الصلاة خير نعني خيرًا من الخيور، وقيل: التقدير، ذو خير. والظاهر أن (خير) أفعل تفضيل وأن الاستفهام في نحو هذا يجئ لبيان فساد ما عليه الخصم، وتنبيهه على خطئه، وإلزامه الإقرار بحصر التفضيل في جانب واحد وانتفائه عن الآخرة».
في البحر ٣٦٣:٧: «عادل بين ذلك الرزق وبين شجرة الزقوم فلاستواء الرزق المعلوم يحصل به اللذة والسرور، وشجرة الزقوم يحصل بها الألم والغم فلا اشتراك بينهما في الخيرية، والمراد تقرير قريش والكفار وتوقيفهم على شيئين: أحدهما: فاسد، ولو كان الكلام استفهامًا حقيقة لم يجز؛ إذ لا يتوهم أحد أن في شجرة الزقوم خيرًا حتى يعادل بينها وبين رزق الجنة، ولكن المؤمن لما اختار ما أدى إلى رزق الجنة، والكافر اختار ما أدى إلى شجرة الزقوم قيل ذلك توبيخًا للكافرين، وتوفيقًا على سوء اختيارهم».