في البحر ٤٨٦:٦: «(خير) هنا ليست تدل على التفضيل، بل هي على عادة ما جرت به العرب في بيان فضل الشيء وخصوصيته بالفضل دون مقابلة؛ كقوله: فشر كما لخير كما الفداء
وكقول العرب: الشتاء أحب إليك أم السعادة، وكقوله {السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}[٣٣:١٢]. قال ابن عطية: ومن حيث كان الكلام استفهامًا جاز فيه مجئ لفظه للتفضيل بين الجنة والنار في الخير، لأن الموقف جائز له أن يوقف محاوره على ما شاء ليرى هل يجيبه بالصواب أو بالخطأ. وإنما منع سيبويه وغيره من التفضيل إذا كان الكلام خبرًا لأن فيه مخالفة، وأما إذا كان استفهامًا فذلك سائغ.
وما ذكره يخالف قوله: فشركما لخيركما الفداء
وقوله {السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ}[٣٣:١٢]. فإن هذا خبر، وكذلك قولهم: العسل أحلى من الخل ..
في البحر ٤٩٣:٦: «(خير) قيل: ليست على بابها من استعمالها دلالة على الأفضلية، فيلزم فمن ذلك خير في مستقر أهل النار.
ويمكن إبقاؤها على بابها، ويكون التفضيل وقع بين المستقرين والمقيلين باعتبار الزمان الواقع ذلك فيه، فالمعنى، خير مستقرا في الآخرة من الكفار المترفين في الدنيا، وأحسن مقيلاً في الآخرة من أولئك في الدنيا.