وفي الحديث: «مثل المنافق كالشاة العاثِرة (المترددة) بين الغنمين، فأنشد أبو عبيد:
لأصبحَ القومُ أو بادوا ولم يجدوا عند التفرُّق في الهيجا جمالين
وقالوا: لقاحان سودان، وقال أبو المجم
بين رِمَاحي مالك ونهشل
قال الشارح:«القياس يأبى تثنية الجمع، وذلك أن الغرض من الجمع الدلالة على الكثرة، والتثنية تدل على القلة، فهما معنيان متدافعان، ولا يجوز اجتماعهما في كلمة واحدة، وقد ورد شيء من ذلك عنهم على تأويل الإفراد، قالوا إبلان وغنمان وجمالان، ذهبوا بذلك إلى القطيع الواحد وضموا إليه مثله فثنوه».
وفي شرح الكافية للرضى ١٦٥:٢: «وقد يجوز تثنية اسم الجمع والمكسر غير الجمع الأقصى، على تأويل فرقتين. قال: لنا إبلان فيهما ما علتمو. وقال: لأصبح القوم .. ولا يجوز: لنا مساجدان».
وانظر الحرانة ٣٨١:٣ - ٣٨٧.
تثنية اسم الجمع في القرآن
١ - فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا {٤٧:٢٣} حرف الفاء موجود بالمصحف
في الكشاف ٣٣:٣: «البشر يكون واحدًا وجمعًا {بشرًا سويًا} [١٧:١٩} (لبشرين) .. ومثل وغير يوصف بهما الاثنان والجمع، والمذكر والمؤنث {إنكم إذا مثلهم}[١٤٠:٤} [ومن الأرض مثلهن} [١٢:٦٥]، ويقال أيضًا: هما مثلان، وهم أمثاله {إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم} [١٩٤:٧}».
وفي العكبري ٧٨:٢: «وإنما لم يثن لأن (مثلا) في حكم المصدر، وقد جاءت تثنيته وجمعه في قوله {يرونهم مثليهم} [١٣:٣} وفي قوله {ثم لا يكونوا أمثالكم}[٣٨:٤٧]. وقيل: إنما وحد لأن المراد المماثلة في البشرية، وليس المراد الكمية، وقيل: اكتفى بالواحد عن الاثنين».
وفي البحر ٤٠٨:٦: «البشر: يطلق على المفرد والجمع .. ولما أطلق على