على أنه خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير، إما أمرك الإلقاء.
البحر ٤: ٣٦١، العكبري ١: ١٥٧، معاني القرآن ١: ٣٨٩ - ٣٩٠، البيان في غريب إعراب القرآن ١: ٣٧٠، القرطبي ٣: ٢٦٩٥، الجمل ٢: ١٧٢.
٢ - {وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم}[٩: ١٠٦].
في البحر ٥: ٩٧ «و [إما] معناها الموضوعة له هو أحد الشيئين، أو الأشياء فينجر مع ذلك أن تكون للشك أو لغيره، فهي هنا على أصل موضوعها وهو القدر المشترك الذي هو موجود في سائر ما زعموا أنها وضعت له وضع الاشتراك».
وفي العكبري ٢: ١٢: [إما] ها هنا للشك، والشك راجع إلى المخلوق وإذا كانت [إما] للشك جاز أن يليها الاسم، وجاز أن يليها الفعل، فإن كانت للتخيير، ووقع الفعل بعدها كانت معه [أن]؛ كقوله:{إما أن تلقي}».
وفي الهمع ٢: ١٣٥ «للإبهام». وفي أمالي الشجري ٢: ٣٤٣ «إما للتخيير».
وفي الدماميني ١: ١٣١ «والثاني: الإبهام على السامع، وهو الذي يعبرون عنه بالتشكيك، نحو {وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم}.
فالله تعالى أعلم بحقيقة حالهم وما يؤول إليه أمرهم، لكن أبرز الكلام في قالب لا يجزم السامع معه بأحد الأمرين معينا ...
قال ابن هشام: ووهم ابن الشجري فجعل الآية من قبيل التخيير.
ولم يبين المصنف وجه الوهم، وكأنه ما تقرر من أنه لابد من أن يكون حرف التخيير مسبوقا بطلب، وليس هنا طلب ولابن الشجري أن يمنع اشتراط ذلك، ويقول: المعنى بكونها للتخيير دخولها بين شيئين أو أشياء يكون للمتكلم أو للسامع الخيرة في فعل ما شاء من الأمرين المذكورين.
وفي القرطبي ٤: ٣٠٩١: «[إما] في العربية لأحد الأمرين، والله عز وجل عالم بمصير الأشياء، ولكن المخاطبة للعباد على ما يعرفون، أي ليكن أمرهم عندكم على الرجاء، لأنه ليس للعباد أكثر من هذا».