وقال الزمخشري: الضمير للصلاة، أو للاستعانة، أو لجميع الأمور التي أمروا بها. . . الكشاف ١: ١٣٤.
٢ - عود الضمير على المحدث عنه أولى من عوده على الأقرب، هكذا قال أبو حيان في قوله تعالى:
١ - وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا ... [٧١: ٢٣: ٢٤]
(وقد أضلوا) عوده على الرؤساء أظهر؛ إذ هم المحدث عنهم. البحر ٨: ٣٤٢، الكشاف ٤: ٦١٩.
٢ - إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه. في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له ... [٢٠: ٣٨ - ٣٩]
«الظاهر أن الضمير في «اقذفيه» عائد على موسى، وكذلك الضميران بعده؛ إذ هو المحدث عنه، لا التابوت، إنما ذكر التابوت على سبيل الوعاء والفضلة».
ولقائل أن يقول: إن الضمير إذا كان صالحًا أن يعود على الأقرب، وعلى الأبعد، كأنه عوده على الأقرب راجحًا، وقد نص النحويون على هذا؛ فعوده على التابوت في قوله:
«فاقذفيه في اليم فليلقه اليم» راجع.
والجواب: أنه إذا كان أحدهما هو المحدث عنه، والآخر فضلة، كان عوده على المحدث عنه أرجح، ولا يلتفت إلى القرب؛ ولهذا رددنا على أبي محمد بن حزم في دعواه أن الضمير في قوله «فإن رجس» عائد على «خنزير» لا على «لجم»؛ لكونه أقرب مذكور؛ فيحرم بذلك شحمه، وغضروفه وعظمه وجلده، - بأن المحدث عنه هو «لحم خنزير» لا خنزير. البحر ٦: ٢٤١.