٤ - وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء [٢٩: ٢٢]
في معاني القرآن للفراء ٢: ٣١٥: يقول القائل: وكيف وصفهم أنهم لا يعجزون في الأرض ولا في السماء وليسوا من أهل السماء؟
فالمعنى - والله أعلم -: ما أنتم بمعجزين في الأرض ولا من في السماء بمعجز، وهو من غامض العربية للضمير الذي لم يظهر في الثاني، ومثل قول حسان:
أمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء
أراد: ومن ينصره ويمدحه، فأضمر (من). . . ومثله في الكلام: أكرم من أتاك وأتى أباك وأكرم من أتاك ولم يأت زيدًا، تريد: ومن لم يأت زيدًا.
وفي البحر ٧: ١٤٧: «وهذا عند البصريين لا يكون إلا في الشعر، لأن فيه حذف الموصول وإبقاء صلته».
وفي العكبري ٢: ٩٥: {من} نكرة موصوفة.
٥ - إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم [٥٧: ١٨]
قال الزمخشري: فإن قلت: علام عطف قوله: {وأقرضوا}؟
قلت: على معنى الفعل في المصدقين لأن اللام بمعنى الذين واسم الفاعل بمعنى يصدقوا.
واتبع في ذلك أبا علي الفارسي. ولا يصح أن يكون معطوفًا على المصدقين لأن المعطوف على الصلة صلة، وقد فصل بينهما بمعطوف، وهو قوله:{والمصدقات} ولا يصح أيضًا أن يكون معطوفًا على صلة (أل) في {المصدقات}، لاختلاف الضمائر، إذ ضمير المصدقات مؤنث، وضمير {وأقرضوا} مذكر، فيتخرج هنا على حذف الموصول، لدلالة ما قبله عليه لأنه، قبله:(والذين أقرضوا) فيكون مثله قوله:
فمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء
يريد: ومن يمدحه وينصره. البحر ٨: ٢٢٣، معطوف العكبري: ٢: ١٣٥،