قيل التقدير: إذا رأيت ماثم، فحذف (ما) كما حذف في قوله: (لقد تقطع بينكم) أي ما بينكم. قال الزجاج وتبعه الزمخشري فقال: ومن قال معناه: ماثم فقد أخطأ، لأن {ثم} صلة لما ولا يجوز إسقاط الموصول وترك الصلة.
وليس بخطأ مجمع عليه، بل أجاز ذلك الكوفيون، وثم شواهد من لسان العرب كقوله: فمن يهجو رسول الله منكم. . . البحر ٨: ٣٩٩، الكشاف ٤: ١٧٣.
٧ - لا يكلف الله نفسا إلا وسعها [٢: ٢٨٦]
قرئ {وسعها} وجعل على إضمار (ما) الموصولة. وفيه ضعف من حيث حذف الموصول دون أن يدل عليه موصول آخر يقابله كقول حسان.
فمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء
فحذف (من) لدلالة (من) المتقدمة.
وينبغي أن لا يقاس حذف الموصول لأنه وصلته كالجزء الواحد.
ويجوز أن يكون المفعول الثاني محذوفًا لفهم المعنى، ويكون {وسعها} في موضع الحال، التقدير: لا يكلف الله نفسًا شيئًا إلا وسعها، أي إلا وقد وسعها، وهذا التقدير أولى من حذف الموصول البحر ٣٦٦، ٣٦٧.
٨ - الحمد لله فاطر السموات والأرض [٣٥: ١]
قرئ {فطر السموات} قال أبو الفضل الرازي: فإما على إضمار الذي، فيكون نعتًا لله عز وجل، وإما بتقدير (قدر) فيما قبله، فيكون بمعنى الحال.
وحذف الموصول الاسمى لا يجوز عند البصريين، وأما الحال فيكون حالاً محكية، والأحسن عندي أن يكون خبر مبتدأ محذوف، أي هو فطر. البحر ٧: ٢٩٧.