للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما كان هذا القرآن ليفترى ومثله: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة} أي ما كان ينبغي لهم أن ينفروا، لأنهم قد نفروا كافة، فدل المعنى على أنه لا ينبغي لهم أن يفعلوا مرة أخرى. ومثله {وما كان لنبي أن يغل} أي ما ينبغي لنبي أن يغل. . . فجاءت {أن} على معنى ينبغي».

خبر كان مع لام الجحود

مذهب البصريين أن (أن) مضمرة بعد لام الجحود، والجار والمجرور متعلق بخبر (كان) المحذوف ومذهب الكوفيين لام الجحود هي الناصبة، والجملة الفعلية خبر (كان) فلا فرق عندهم بين ما كان زيد يقوم وما كان زيد ليقوم إلا مجرد التوكيد الذي تفيده زيادة اللام.

انظر الحديث عن لام الجحود وآياتها في القسم الأول ج ٢: ٤٥٦ - ٤٦٢.

لا تكن ظالما أبلغ من لا تظلم

فلا تكونن من الممترين [٢: ١٤٧]

النهي عن كونه منهم أبلغ من النهي عن نفس الفعل، فقولك: لا تكن ظالمًا أبلغ من لا تظلم، لأن (تظلم) نهي عن الالتباس بالظلم، وقولك: لا تكن ظالمًا نهي عن الكون بهذه الصفة، والنهي عن الكون على صفة أبلغ من النهي عن تلك الصفة، إذ النهي عن الكون على صفة يدل بالوضع على عموم الأكوان المستقبلة على تلك الصفة ويلزم من ذلك عموم تلك الصفة، والنهي عن الصفة يدل بالوضع على عموم تلك الصفة، وفرق بين ما يدل على عموم، ويستلزم عمومًا وبين ما يدل على عموم فقط، فلذلك كان أبلغ، ولذلك كثر النهي عن الكون. قال تعالى: {فلا تكونن من الجاهلين} {ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله} {فلا تكن في مرية} والكينونة في الحقيقة ليست متعلق النهي، والمعنى: لا تظلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>