المهاجرين والأنصار وقد قدر المرفوع بكاد باسم ظاهر وهو القوم ابن عطية وأبو البقاء، وعلى كل واحد من هذه الأعاريب الثلاثة إشكال على ما تقرر في علم النحو من أن خبر أفعال المقاربة لا يكون إلا مضارعًا رافعًا ضمير اسمها. . . فإذا قدرنا فيها ضمير الشأن كانت الجملة في موضع نصب على الخبر.
والمرفوع ليس ضميرًا يعود على اسم كاد بل ولا سببًا له، وهذا يلزم في قراءة الياء أيضًا.
وأما توسيط الخبر فهو مبني على جواز مثل هذا التركيب في مثل: كان يقوم زيد، وفيه خلاف، والصحيح المنع وأما التوجيه الآخر فضعيف جدًا من حيث أضمر في {كاد} ضميرًا ليس ما يعود إلا بتوهم ومن حيث يكون خبر {كاد} رافعًا سببًا.
ويلخص من هذه الإشكالات اعتقاد كون {كاد} زائدة، ومعناها مراد ولا عمل لها إذ ذاك في اسم ولا خبر، فتكون مثل (كان) إذا زيدت يراد معناها ولا عمل لها ويؤيد هذا التأويل قراءة ابن مسعود: {من بعد ما زاغت} بإسقاط {كاد} وقد ذهب الكوفيون إلى زيادتها في قوله تعالى {لم يكد يراها}. البحر ٥: ١٠٩، معاني القرآن للفراء ١: ٤٥٤، العكبري ٢: ١٢.
٣ - تكاد السموات يتفطرن منه [١٩: ٩٠]
قال الأخفش: تكاد تريد، وكذلك قوله:{أكاد أخفيها} وأنشد شاهدا على ذلك قول الشاعر:
كاد وكدت وتلك إرادة ... لو عاد من زمن الصبابة ما مضى
ولا حجة في هذا البيت، والمعروف أن الكيد دون مقاربة الشيء. البحر ٦: ٢١٨.
٤ - إن الساعة آتية أكاد أخفيها [٢٠: ١٥]
أي أكاد أخفيها، فلا أقول: هي آتية لفرط إرادتي إخفاءها،