٥ - ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها [١٢: ٦٨]
فاعل {يغني} ضمير التفرق المدلول عليه بالكلام المتقدم. وفي البيضاوي: ما كان يغني عنهم رأي يعقوب، وفي الكرخي:{من شيء} يحمل النصب على المفعولية، والرفع بالفاعلية، أما الأول فكقولك: ما رأيت من أحد.
فتقدير الآية: أن تفرقهم ما كان يغني من قضاء الله شيئًا، وأما الثاني فكقولك: ما جاءني من أحد، ويكون التقدير هنا: ما كان يغني عنهم من الله شيء مع قضائه. الجمل ٢: ٤٦١، البحر ٥: ٣٢٦.
٦ - أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون [٢٠: ١٢٨]
في معاني القرآن للفراء ٢: ١٩٥: «كم: في موضع نصب، لا يكون غيره. ومثله في الكلام: أو لم يبين لك من يعمل خيرًا يجز به، فجملة الكلام فيها معنى رفع. ومثله أن تقول: قد تبين لي أقام عبد الله أم زيد، في الاستفهام معنى رفع، وكذلك قوله:{سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون} فيه شيء يرفع {سواء عليكم} لا يظهر مع الاستفهام، ولو قلت: سواء عليكم صمتكم ودعاؤكم تبين الرفع الذي في الجملة».
في فاعل (يهد) وجهان:
أحدهما: ضمير اسم الله تعالى، أي ألم يبين الله لهم.
الثاني: أن يكون الفاعل ما دل عليه أهلكنا، أي إهلاكنا، والجملة مفسرة له. العكبري ٢: ٦٧.
وقال الزمخشري: فاعل {لم يهد} الجملة بعده، ونظيره قوله تعالى:
{وتركنا عليه في الآخرين. سلام على نوح في العالمين} أي تركنا عليه هذا الكلام، ويجوز أن يكون فيه ضمير الله أو الرسول.
وكون الجملة فاعلاً هو مذهب كوفي.
وأحسن التخاريج الأول، وهو أن يكون الفاعل ضميرًا عائدًا على الله، و (كم)