موافق لما بعده وهو أبصارهم وموافق للضمير الذي هو صاحب الحال في {يخرجون} وهو نظير قولهم مررت برجال كرام آباؤهم.
وقال الزمخشري: ولا يجرى جمع التكسير مجرى جمع السلامة، فيكون على تلك اللغة النادرة القليلة، وقد نص سيبويه على أن جمع التكسير أكثر في كلام العرب فكيف يكون أكثر ويكون على تلك اللغة القليلة النادرة وكذلك قال الفراء. . . وإنما يخرج على تلك اللغة إذا كان مجموعًا بالواو والنون، والزمخشري قاس جمع التكسير على هذا الجمع السالم، وهو قياس فاسد، ويرده النقل عن العرب أن جميع التكسير أجود من الإفراد».
زيادة الباء في فاعل كفى
١ - وكفى بالله حسيبا [٤: ٦]
في فاعل {كفى} وجهان:
أحدهما: اسم الله والباء زائدة دخلت لتدل على الأمر، إذ التقدير اكتف بالله.
والثاني: أن الفاعل مضمر والتقدير: كفى الاكتفاء بالله، فبالله على هذا مفعول به. العكبري ١: ٩٤ - ٩٥.
في {كفى} خلاف: أهي اسم فعل أم فعل، والصحيح أنها فعل وفاعلها اسم الله والباء زائدة. وقيل: الفعل مضمر وهو ضمير الاكتفاء أي كفى هو، أي الاكتفاء بالله والباء ليست بزائدة فيكون {بالله} في موضع نصب ويتعلق إذ ذاك بالفاعل وهذا الوجه لا يسوغ إلا على مذهب الكوفيين حيث يجيزون إعمال ضمير المصدر كأعمال ظاهرة. وإن عنى بالإضمار الحذف ففيه إعمال المصدر، وهو موصول وإبقاء معموله، وهو لا يجوز عند البصريين، أعني حذف الفاعل وحذف المصدر. البحر ٣: ١٧٤.
وكفى هنا متعدية إلى واحد وهو محذوف والتقدير: كفاكم الله حسيبا.