إن الأنصار قد فضلونا، إنهم آوونا. وفعلوا بنا وفعلوا، فقال:«ألستم تعرفون ذلك لهم» قالوا: بلى. قال:«فإن ذلك».
قوله:«فإن ذلك» معناه: فإن ذلك مكافأة منكم لهم، أي معرفتكم بصنيعهم وإحسانهم مكافأة لهم.
وروى أن رجلا جاء إلى عمر بن عبد العزيز، فجعل يمت بقرابته فقال عمر: فإن ذاك، ثم ذكر حاجة فقال: لعل ذاك، لم يزده على أن قال .. أي إن ذاك كما قلت، ولعل حاجتك أن تقضي» وانظر ابن يعيش ١: ١٠٣ - ١٠٤.
وفي شرح الكافية للرضي ٢: ٣٣٦ - ٣٣٧:«وإذا علم الخبر جاز حذفه مطلقا سواء كان الخبر معرفة أو نكرة. والكوفيون يشترطون تنكير الاسم، لكثرة ما جاء كذلك .. والفراء يشترط في جواز حذف أخبارها تكرير [إن] ..».
وفي الخصائص ٢: ٣٧٤ «والكوفيون يأبون حذف خبرها إلا مع النكرة فأما احتجاج أبي العباس عليهم بقوله:
خلا أن حيا من قريش تفضلوا ... على الناس أو أن الأكارم نهشلا
أي أو أن الأكارم تفضلوا قال أبو علي: وهذا لا يلزمهم، لأن لهم أن يقولوا: إنما منعنا حذف خبر المعرفة مع [إن] المكسورة، فأما مع [أن] المفتوحة فلن نمنعه ..». وفي التسهيل: ٦٢: «وإذا علم الخبر جاز حذفه مطلقا خلافا لمن اشترط تنكير الاسم».
جاء حذف خبر [إن] في قوله تعالى:
١ - {إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} ٢٢: ٢٥.
خبر [إن] محذوف دل عليه جواب الشرط. وقال الكوفيون: الواو زائدة في {يصدون}، وهو ضعيف.