للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو المفعول، الأول ونعمة الله هي المفعول الثاني والأصل أن يتعدى إليه الفعل بحرف الجر، وجاز حذف المفعول الأول وحذف حرف الجر لفهم المعنى، الأصل بدلوا بنعمة الله كفرًا.

البحر ٢: ١٢٨.

والقاعدة: الفعل إذا تعدى إلى مفعول بنفسه وإلى الآخر بحرف الجر كان المفعول الثاني ما وصل إليه بحرف الجر، سواء ذكر حرف الجر أم حذف، كما في قوله تعالى: {واختار موسى قومه سبعين رجلا} الأصل: من قومه فهو المفعول الثاني.

الاستعمال الثاني

المفعول الثاني فيه ليس هو المتروك والذاهب، وإنما المتروك غيره، جاء ذلك في قوله تعالى:

وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا [٢٤: ٥٥]

المتروك والذاهب هو الخوف {من بعد خوفهم}.

لم أجد غير هذه الآية في القرآن الكريم، ورجعت إلى ما أحفظه من الشعر، فوجدت هذه الشواهد، قال امرؤ القيس:

أ- وبدلت قرحا داميا بعد صحة ... فيالك من نعمى تحولن أبوسا.

قرحا: المفعول الثاني، وليس هو الذاهب، إنما الذاهب الصحة (بعد صحة).

ب- قال عبيد الله بن الحر:

وبدلت بعد الزعفران وطيبه ... صدا الدرع من مستحكمات المسافر.

صدا الدرع: المفعول الثاني، وليس هو الذاهب، إنما الذاهب طيب الزعفران.

(بعد الزعفران وطيبه).

ج- قال الراجز:

وبدلت والدهر ذو تبدل ... هيفا دبورا بالصبا والشمأل.

<<  <  ج: ص:  >  >>