المفعول الثاني حذف مع الباء، التقدير: ويستبدل بكم قوما غيركم.
في كل ما تقدم من الشواهد القرآنية والشعرية دخلت الباء على المتروك وقد أخطأ كثير من اللغويين، فقالوا بعكس هذا، وقد نبه أبو حيان - رحمه الله - على هذا الخطأ في غير موضع من البحر المحيط:
١ - قال في البحر ١: ٢١٨: «وقد وهم كثير من الناس، فجعلوا ما دخلت عليه الباء هو الحاصل، والمنصوب هو الذاهب».
٢ - قال في البحر ٥: ٤٢٤: «فالمنصوب هو الحاصل، والمجرور بالباء أو المنصوب على إسقاطها هو الذاهب، على هذا لسان العرب، وهو على خلاف ما يفهمه العوام، وكثير ممن ينتمي إلى العلم».
٣ - أخطأ الحوفي وأبو البقاء في إعراب الآية {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} ١٤: ٢٨.
البحر ٥: ٤٢٤.
تأثر بهذا الخطأ صاحب لسان العرب فقال:«واستبدل الشيء بغيره» كرر هذه العبارة، فأدخل الباء على غير المتروك، وهي لا تدخل إلا على المتروك، فالصواب: واستبدل بالشيء غيره فهذا الأسلوب خطأ في نظرنا حتى نجد في كلام العرب ما يؤيده ويدعمه.