للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٩ - والله جعل لكم من بيوتكم سكنا [١٦: ٧٠]

سكنا: يجوز أن يكون مفولاً أول، على أن الجعل بمعنى التصيير، والمفعول الثاني أحد الجارين قبله، ويجوز أن يكون الجعل بمعنى الخلق، فيتعدى إلى واحد. الجمل ٢: ٥٨١.

جعل الزمخشري المفعول الثاني متعددًا في اللفظ دون المعنى، مثل حلو حامض في قوله تعالى:

١ - فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين [٢١: ١٥]

في الكشاف ٣: ١٠٦: «أي جعلناهم مثل الحصيد، شبههم به في استئصالهم واصطلاحهم؛ كما تقول: جعلناهم رمادًا، أي مثل الرماد، والضمير المنصوب هو الذي كان مبتدأ، والمنصوبان بعده كانا خبرين له، فلما دخل عليهما (جعل) نصبها جميعا على المفعولية.

فإن قلت: كيف ينصب (جعل) ثلاثة مفاعيل؟

قلت: حكم الاثنين الآخرين حكم الواحد، لأن معنى قولك: جعلته حلوا حامضًا، جعلته جامعًا للطمعين، وكذلك معنى ذلك: جعلناهم جامعين لمماثلة الحصيد والخمود».

٢ - وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا [٢٥: ٢٣]

منثورا: صفة لهباء، وقال الزمخشري: أو مفعول ثالث لجعلناه، أي جعلناه جامعًا لحقارة الهباء والتناثر، كقوله {كونوا قردة خاسئين}، أي جامعين للمسخ والخسء وخالف النحويين ابن درستويه، فمنع أن يكون لكان خبران فأكثر، وقياس قوله في (جعل) أن يمنع أن يكون لها خبر ثالث.

البحر ٦: ٤٩٣.

حدث

١ - يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها [٩٩: ٤]

<<  <  ج: ص:  >  >>