قيامها مقامه، ولم يوصف، كقولك: سير عليه قديما أو حديثا أو طويلا، فهذه أوصاف حذف موصوفها وانتصبت على الظرفية. فلو تصرف فيها فقيل: سير عليه قديم أو حديث أو طويل قبح ذلك.
فإن لم يعرض قيامها مقامه، بل استعمل ظرفًا، وهي في الأصل صفة نحو قريب وملى حسن فيها التصرف، نحو سير عليه قريب، وسير عليه ملى من النهار، أي قطعته من النهار.
ولو وصفت فيها أيضًا حسن التصرف، نحو سير عليه طويل من الدهر، لأنها لما وصفت ضارعت الأسماء».
١ - قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار [٢: ١٢٦]
قليلا: صفة لزمان محذوف، أو لمصدر محذوف. البحر ١: ٣٨٥.
٢ - قل عسى أن يكون قريبا. يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده [١٧: ٥١ - ٥٢]
قريبًا: يحتلم أن يكون خبر (كان)، وأن يكون ظرفًا، أي زمانًا قريبًا، وعلى هذا التقدير يكون (يوم يدعوكم) بدلاً من قريبًا، وقال أبو البقاء: يوم يدعوكم ظرف ليكون، ولا يجوز أن يكون ظرفًا لاسم كان، وهو ضمير المصدر، لأن الضمير لا يعمل.
أما كونه ظرفًا ليكون فهذا مبني على جواز عمل (كان الناقصة) في الظرف، وهو محل خلاف.
وأما قوله إن الضمير لا يعمل فهو مذهب البصريين وأما مذهب الكوفيين فيجيز أن يعمل، نحو مروري بزيد حسن وهو يعمر وقبيح، ويعلقون بعمر وبلفظ هو.