لم يكن هناك مجاور يقصد مشاكلته كقوله تعالى:{ثماني حجج} وإن كان جائزاً فيه أن يجمع بالألف والتاء، لأن مفرده حجة، فتقول: حجات.
فعلى هذا الذي تقرر إذا كان للاسم جمعان: جمع صحيح وجمع تكثير، فجمع التكثير إما أن يكون للكثرة أو للقلة، فإن كان للكثرة فإما أن يكون من باب مفاعل أو من غير باب مفاعل. إن كان من باب مفاعل أوثر على جمع التصحيح، فتقول: جاءني ثلاثة أحامد، وثلاث زيانب، ويجوز التصحيح على قلة، فتقول جاءني ثلاثة أحمدين، وثلاث زينبات.
وإن لم يكن من باب (مفاعل) فإما أن يكون فيه غير التصحيح وغير جمع الكثرة فلا يجوز التصحيح ولا جمع الكثرة فإما أن يكثر فيه غير التصحيح إلا قليلاً مثال ذلك: جاءني ثلاثة زيود وثلاث هنود ولا يجوز: ثلاثة زيدين، ولا ثلاث هندات إلا قليلاً.
وإن قل فيه غير التصحيح وغير جمع الكثرة أوثر التصحيح وجمع الكثرة، مثال ذلك: ثلاث سعادات وثلاثة شسوع، ويجوز على قلة: ثلاث سعائد وثلاثة أشساع».
٢ - والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء [٢٢٨:٢]
في البيان ١٥٦:١: «تقديره: ثلاثة أقراء من قروء، فحذف المضاف إليه .. وإنما وجب هذا الحذف لأن إضافة العدد القليل، وهو من الثلاثة إلى العشرة إلى جمع القلة أولى من إضافته إلى جمع الكثرة، لما في إضافته إليه من التنافي».
وفي الكشاف ٢٧٢:١: «فإن قلت: لم جاء المميز على جمع الكثرة دون القلة التي هي الأقراء؟ قلت: يتسعون في ذلك فيستعملون كل واحد من الجمعين مكان الآخر، لاشتراكهما في الجمعية، ألا ترى إلى قوله:(بأنفسهن) وما هي إلا نفوس كثيرة، ولعل القروء كانت أكثر استعمالاً في جمع قرء من الأقراء، فأوثرت عليه، تنزيلاً لقليل الاستعمال منزلة المهمل فيكون مثل قولهم: ثلاثة شسوع».
وفي العكبري ٥٣:١: «قروء: جمع كثرة، والموضع موضع قلة، فكان