وقال الله تبارك وتعالى لنبيه عيسى صلى الله عليه وسلم:{أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله} ٥: ١١٦ وهو يعلم أنه لم يقله، فقال الموفق معتذرا بأحسن العذر:{إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك}.
وفي الكشاف ٢: ٢٠٣ «فإن قلت: كيف قال لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك} مع قوله في الكفرة: {وإنهم لفي شك منه مريب}؟ قلت: فرق عظيم بين قوله: {وإنهم لفي شك منه} بإثبات الشك لهم على سبيل التأكيد والتحقيق وبين قوله: {فإن كنت في شك} بمعنى الفرض والتمثيل، كأنه قيل: فإن وقع لك شك مثلا، وخيل لك الشيطان خيالا منه تقديرا {فاسأل الذين يقرءون الكتاب}».
٩ - {ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده}[٣٥: ٤١].
في البحر ٧: ٣١٨ «[إن] تدخل غالبا على الممكن، فإن قدرنا دخولها على الممكن فيكون ذلك باعتبار يوم القيامة عند طي السماء ونسف الجبال فإن ذلك ممكن، أي ولئن جاء وقت زوالهما.
ويجوز أن يكون ذلك على سبيل الفرض، أي ولئن فرضنا زوالهما، فتكون مثل [لو] في المعنى. وقد قرأ ابن أبي عبلة {ولو زالتا}.
١٠ - {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين}[٤٣: ٨١].
في البحر ٨: ٢٨ «وأخذ الزمخشري هذا القول وحسنه بفصاحته فقال: إن كان للرحمن ولد صح ذلك وثبت ببرهان صحيح توردونه وحجة واضحة تدلون بها فأنا أول من يعظم ذلك الولد وأسبقكم إلى طاعته والانقياد له؛ كما يعظم الرجل ولد الملك لتعظيم أبيه، وهذا كلام وارد على سبيل الفرض والتمثيل لغرض، وهو المبالغة في نفي الولد والإطناب فيه وأن لا يترك الناطق به شبهة إلا مضمحلة مع الترجمة عن نفسه بثبات القدم في باب التوحيد، وذلك أنه علق العبادة بكينونة الولد، وهي محال في نفسها، فكان المعلق بها محالا مثلها، فهو في صورة إثبات