كررت هذه الجمل على سبيل المبالغة والتوكيد في هذه الصفات، ولا ينافى التوكيد العطف بثم فهو نظير قوله:{كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون}.
واذهب قوم إلى تباين هذه الجمل بحسب ما قدروا من متعلقات الأفعال فالمعنى: إذا ما اتقوا الشرك والكبائر وآمنوا الإيمان الكامل وعملوا الصالحات. ثم اتقوا: ثبتوا وداموا على هذه الحال، ثم اتقوا وأحسنوا ثبتوا على اتقاء المعاصي وأحسنوا أعمالهم وأحسنوا إلى الناس، وقيل: غير هذا مما لا إشعار للفظ به. البحر ١٦:٤
٨ - أولى لك فأولى. ثم أولى لك فأولى [٣٤:٧٥ - ٣٥]
الكلمة الأولى من هاتين تأكيد للأولى، والثانية تأكيد للثانية. الجمل ٤٤٣:٤
في البيان ٧٨:٢: «حذف خبر أولى الثانية للعلم به من الأولى».
٩ - كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون [٤:٧٨ - ٥]
الثانية مؤكدة، وجيء بثم للدلالة بأن الوعيد الثاني أشد من الأول، وهو توكيد لفظي كما زعمه ابن مالك، ولا يضر توسط حرف العطف، والنحويون يأبون هذا، ولا يسمونه إلا عطفًا، وإن أفاد التوكيد. الجمل ٤٦٣:٤
١٠ - كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون [٣:١٠٢ - ٤]
الجمهور على أن التكرار للتوكيد. قال الزمحشري: والتكرار تأكيد للردع والإنذار، و (ثم) دلالة على أن الإنذار الثاني أبلغ من الأول وأشد، كما تقول للمنصوح: أقول لك ثم أقول لك لا تفعل. البحر ٥:٨، الكشاف ٧٩٢:٤
١١ - قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد .... [١:١٠٩ - ٢]
في البحر ٥٢١:٨ - ٥٢٢: «للمفسرين في هذه الجمل أقوال:
أحدهما: أنها للتوكيد، فقوله:{ولا أنا عابد ما عبدتم} توكيد لقوله: {لا أعبد ما تعبدون}. وقوله:{ولا أنتم عابدون ما أعبد} ثانياً تأكيد لقوله: {ولا أنتم عابدون ما أعبد} أولا. والتوكيد في لسان العرب كثيرًا جدًا ... وفائدة هذا