وفي الكشاف ٣٥:٢: «فإن قلت: ما محل (ذكرى)؟ قلت: يجوز أن يكون نصبًا على: ولكن يذكرونهم ذكرى، أي تذكيرًا، ورفعًا على: ولكن عليهم ذكرى.
ولا يجوز أن يكون عطفًا على محل (من شيء) كقولك: ما في الدار من أحد ولكن زيد، لأن قوله:(من حسابهم) يأبى ذلك».
وفي البحر ١٥٤:٤: «كأنه تخيل أن في العطف يلزم القيد الذي في المعطوف عليه، وهو (من حسابهم)، لأنه قيد في شيء، فلا يجوز عنده أن يكون من عطف المفردات، عطفًا على (من شيء) على الموضع، لأنه يصير التقدير عنده: ولكن ذكرى من حسابهم، وليس المعنى على هذا.
وهذا الذي تخيله ليس بشيء، لأنه لا يلزم في العطف بـ (ولكن) ما ذكر. تقول: ما عندنا رجل سوء ولكن رجل صدق، وما عندنا رجل من تميم ولكن رجل من قريش، وما قام من رجل عالم ولكن رجل جاهل. فعلى هذا الذي قررناه يجوز أن يكون من عطف الجمل كما تقدم، ويجوز أن يكون من عطف المفردات، والعطف إنما هو للواو، ودخلت (لكن) للاستدراك».