الإجمال، والتفسير بعد الإبهام؛ لما فيه من التأثير في النفس، وذلك أن المتكلم يحقق بالثاني بعد التجوز والمسامحة بالأول. تقول: أكلته الرغيف ثلثه، فتقصد بالرغيف ثلث الرغيف، ثم تبين ذلك بقولك ثلثه. وكذا في بدل الاشتمال فإن الأول فيه يجب أن يكون بحيث يجوز أن يطلق ويراد به الثاني، نحو: أعجبني زيد علمه، وسلب زيد ثوبه، فإنك قد تقول: أعجبني زيد، إذا أعجبك علمه، وسلب زيد، إذا سلب ثوبه، على حذف المضاف، ولا يجوز أن تقول: ضرب زيدًا، وقد ضربت غلامه».
وقال في ص ١١٤:«ولا تقول في بدل الاشتمال نحو: قتل الأمير سيافه، وبنى الوزير وكلاؤه؛ لن شرط بدل الاشتمال ألا يستفاد هو من المبدل منه معينًا، بل تبقى النفس مع ذكر الأولى متوقفة على البيان للإجمال الذي فيه، وهنا الأول غير مجمل؛ إذ يستفاد عرفًا من قولك: قتل الأمير أن القاتل سيافه، وكذا في أمثاله؛ فلا يجوز مثل هذا الا بدال مطلقًا».
وفي الهمع ١٢٦:٢: «وشرطهما صحة الاستغناء بالمبدل منه، وعدم اختلال الكلام لو حذف البدل، أو أظهر فيه العامل؛ فلا يجوز: قطعت زيدًا أنفه .. أعجبني زيد فرسه».