وفي المقتضب ٣٥٧:٣: «وأما البلاد فإنما تأنيثها على أسمائها، وتذكيرها على ذلك، تقول: هذا بلد، وهي بلدة، وليس بتأنيث الحقيقة وتذكيره كالرجل والمرأة. فكل ما عنيت به من هذا بلدًا، ولم يمنعه من الصرف ما يمنع الرجل فاصرفه. ولك ما عنيت به من هذا بلدة منعه من الصرف ما يمنع المرأة، وصرفه ما يصرف اسم المؤنث».
وقال الرضي ٤٦:١: «وأما أسماء القبائل والبلدان فإن كان فيها من العلمية سبب ظاهر بشروطه فلا كلام في منع صرفها كباهلة وتغلب وبغداد وخراسان ونحو ذلك، وإن لم يكن فالأصل فيها الاستقراء، فإن وجهتم سلكوا في صرفها، أو ترك صرفها طريقة واحدة فلا تخالفهم، كصرفهم ثقيفًا ومعدًا وحنينًا ودابقًا، وترك صرفهم سدوس وخندف وهجر وعمان. فالصرف في القبائل بتأويل الأب إن كان اسمه كثقيف أو الحي.
وفي الأماكن بتأويل المكان والموضع ونحوهما. وترك الصرف في القبائل بتأويل الأم إن كان الأصل كخندق أو القبيلة، وفي الأماكن بتأويل البقعة والبلدة ونحوهما.
وإن جوزوا صرفها وترك صرفها كثمود وواسط وقريش فجوزهما أيضًا».
١ - اهبطوا مصرًا [٦١:٢]
في معاني القرآن للفراء ٤٢:١ - ٤٣: «كتبت بالألف، وأسماء البلدان لا تنصرف خفت أو ثقلت، وأسماء النساء إذا خف منها شيء جرى إذا كان على ثلاثة أحرف. وأوسطها ساكن، مثل دعد وهند وجمل، وإنما صرفت إذا سمي بها النساء لأنها تردد وتكثر بها التسمية، فتخفف لكثرتها، وأسماء البلدان لا تكاد تعود. فإن شئت جعلت الألف التي في (مصرًا) ألفا يوقف عليها، فإذا وصلت لم تنون فيها؛ كما كتبوا (سلاسلا) و (قواريرا) بالألف. وأكثر القراء على ترك الإجراء فيهما، وإن شئت جعلت المصر غير المصر التي تعرف، يريد: اهبطوا مصرًا من الأمصار، فإن الذي سألتم لا يكون إلا في القرى والأمصار. والوجه الأول أحب إلى، لأنها