الباء للإلصاق، أو ضمن {يشرب} معنى يروي، أو زائدة. البحر ٨: ٣٩٥، العكبري ٢: ١٤٦. وجعلها الأصمعي والفارسي وابن مالك للتبعيض، أي يشرب منها، المغني ١: ٩٨، الدماميني ١: ٢٢٢.
الباء للاستعانة
في المقتضب ١: ٣٩: «وأما الاستعانة فقولك: كتبت بالقلم، وعمل النجار بالقدوم».
وفي البرهان ٤: ٢٥٦: «وللاستعانة، وهي الدالة على آلة الفعل، نحو كتبت بالقلم، ومنه في أشهر الوجهين {بسم الله الرحمن الرحيم}».
وقال الدماميني ١: ٢١٦: «هي الداخلة على آلة الفعل، نحو كتبت بالقلم ونجرت بالقدوم. أسقط ابن مالك الاستعانة وأدرجها في السببية، قال: لأن مثل هذه الباء واقعة في القرآن، ولا يجوز التعبير بالاستعانة في الأفعال المسندة إلى الله تعالى، وجعل ضابط باء السببية أن يصح إسناد معداها إلى مصحوبها مجازًا؛ كما يقال: كتب القلم، وأخرج الماء الثمر. وأثبت باء التعليل ومثل لها بنحو {ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل} والضابط السابق صادق على هذا، ألا ترى أن اتخاذ العجل سبب ظلمهم أنفسهم، ويصح إسناد الفعل إلى السبب مجازًا، فكان حقه أن يسقط هذا المعنى لاندراج أمثلته تحت السببية».