وفي البحر ١٦:٦: «ومعنى (حسيبًا): حاكمًا عليك بعملك، قاله الحسن وقال الكلبي: محاسبًا، يعني فعيلاً بمعنى (مفاعل) كجليس وخليط.
وذكر (حسيبًا) لأنه بمنزلة الشهيد والقاضي والأمير، لأن الغالب أن هذه الأمور يتولاها الرجال، وكأنه قيل: كفى بنفسك رجلاً حسيبًا.
وقال الأنباري: إنما قال (حسيبًا) والنفس مؤنثة لأنه يعني بالنفس: الشخص، أو لأنه لا علامة للتأنيث في لفظ النفس، فشبهت بالمساء والأرض قال تعالى:{السماء منفطر به} وقال الشاعر:
ولا أرض أبقل إبقالها
وانظر الجمل ٦١١:٢.
وقال ابن الأنباري في المذكر والمؤنث ٤٤ - ٥٤:«ومما وصفوا به الأنثى، ولم يدخلوا فيه علامة التأنيث، لأن أكثر ما يوصف به المذكر قولهم: أمير بني فلان امرأة، ووصى.
وفلان وصى بني فلان، ووكيل فلان، ألا ترى أن الإمارة والوصية والوكالة الغالب عليها أن تكون للرجال دون النساء، وكذلك يقولون: مؤذن بني فلان امرأة، وفلان شاهد فلان، لأن الغالب على الأذان والشهادة أن يكونا للرجال دون النساء، ولو أفردت لجاز أن تقول: أميرة ووكيلة ووصية».