للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِي وَلِوَالِدَيْكَ [١٤:٣١]

وقوله تعالى:

رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ [٣٦:٣]

فيمن قرأ بسكون تاء وضعت، إذ الجلملتان المصدرتان بإني من قولها عليها السلام وما بينهما إعراض، والمعنى: وليس الذكر طلبته كالأنثى التي وهبت لهما. المغنى: ٤٣٩

قد يعترض بأكثر من جملتين، كقوله تعالى:

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا. مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ [٤٤:٤ - ٤٦]

إن قدر (من الذين هادوا) بيانًا (للذين أوتوا) وتخصيصًا لهم؛ إذ كان اللفظ عامًا في اليهود والنصارى، والمراد اليهود، أو بيانًا لأعداكم، والمعترض به على هذا التقدير جملتان، وعلى التقدير الأول ثلاث جمل، وهي (والله أعلم) و (كفى بالله) مرتين.

وإن علقت (من) بنصيرًا، أو بخبر محذوف، على أن (يحرفون) صفة لمبتدأ محذوف فلا اعتراض البتة. المغنى: ٤٤٠

الزمخشري جوز الاعتراض بسبع جمل في قوله تعالى:

ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ. وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ. أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ

[٩٥:٧ - ٩٧]

زعم الزمخشري أن (أفأمن) معطوف على (فأخذناهم).

كان حق ابن مالك أن يعدها ثماني جمل: (وهم لا يشعرون) وأربعة في حيز (لو) وهي: آمنوا، واتقوا، لفتحنا، والمركبة من (أن) وصلتها.

المغنى: ٤٢٠ - ٤٢٠، الكشاف ١٣٤:٢

<<  <  ج: ص:  >  >>