للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دراسة

(ثُمَّ)

في القرآن الكريم

الاستبعاد

من المعاني التي استعملت فيها (ثم) كثيرًا في القرآن استبعاد مضمون ما بعدها عن مضمون ما قبلها وعدم مناسبته له. وتارة يعبر عن هذا المعنى بتفاوت مرتبة ما بعدها عما قبلها.

قال الرضى في شرح الكافية ٢: ٣٤١: «وقد تجيء في الجمل خاصة لاستبعاد مضمون ما بعدها عن مضمون ما قبلها، وعدم مناسبته له ... كقوله تعالى:

{خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} فالإشراك بخالق السموات والأرض مستبعد غير مناسب، وهذا المعنى فرع التراخي ومجازه، وكذا في قوله تعالى: {فلا اقتحم العقبة} ثم قال {ثم كان من الذين آمنوا} فإن الإيمان بعيد المنزلة من فك الرقبة والإطعام، بل لا نسبة بينه وبينهما. وكذا قوله: {استغفروا ربكم ثم توبوا إليه} فإن بين توبة العبد، وهي انقطاع العبد إليه بالكلية وبين طلب المغفرة بونا بعيدًا».

<<  <  ج: ص:  >  >>