وقال الرض ١: ١٥٠: «أما (لن) فقيل ذلك فيها لكونها نقيضة (سوف) التي يتخطاها العامل، نحو: زيدا سوف أضرب».
واستقبح السهيلي في الروض الأنف ١: ٢٨٦: أن يتقدم معمول الفعل على السين، فقال:«قبيح أن تقول: غدا سآتيك».
وقال في نتائج الفكر ص ٧٨ - ٨٠: «وحروف المضارعة - وإن كانت زوائد - فقد صارت كأنها من أنفس الكلم، وليست كذلك السين و (سوف) وإن كانوا قد شبهوها بحروف المضارعة، والحروف الملحقة بالأصول ... ولذلك تقول: غدا يقوم زيد، ويوم الجمعة يذهب عمرو «بتقديم الظرف على الفعل، كما يفعل ذلك في الماضي الذي لا زيادة فيه، فتقول: أمس قام زيد ويوم الجمعة ذهب عمرو، ولا يستقيم هذا في المستقبل من أجل السين أو (سوف) لا تقول: غدا سيقوم زيد لوجوه:
منها: أن السين تنبئ عن معنى الاستئناف والاستقبال للفعل، وإنما يكون مستقبلاً بالإضافة لما قبله، فإن كان قبله ظرف أخرجته السين عن الوقوع في الظرف، فبقى الظرف لا عامل فيه، فبطل الكلام، فإذا قلت: سيقوم زيد غدا دلت السين على أن الفعل مستقبل بالإضافة إلى ما قبله وليس قبله إلا حالة المتكلم، ودل لفظ (غدا) على استقبال اليوم، فتطابقا وصار ظرفا له.
ووجه ثان مانع من التقديم في الظرف وغيره، وهو أن السين وسوف من حروف المعاني الداخلة على الجمل، ومعناها في نفس المتكلم، وإليه يسند، لا إلى الاسم المخبر عنه، فوجب أن يكون له صدر الكلام، كحروف الاستفهام، والنفي، والتمني، وغير ذلك، ولذلك قبح: زيدا سأضرب وزيد سيقوم» وانظر بدائع الفوائد ١: ٨٩ - ٩٠.
وفي البحر ٦: ٢٠٧: «لأن حرف التفيس لا يمنع من عمل ما بعده من الفعل