وقد نقل ابن القيم كلام السهيلي بنصه وفصه في بدائع الفوائد ١: ٩٠، والرد عليهما: لو كان الأمر كما زعما ما جاز أن ينصب الاسم على الاشتغال قبل (قد) لأن ما لا يعمل لا يفسر عاملاً وقد وجب الرفع قبل ماله صدر الكلام. جاء في القرآن نصب الاسم المشتغل عنه في قوله تعالى:
١ - ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل [٤: ١٦٤].
في معاني القرآن ١: ٢٩٥: «ويكون نصبا من قصصناهم ولو كان رفعا كان صوابا بما عاد من ذكرهم.
وفي قراءة أبي (ورسل قد قصصناهم عليك من قبل ورسل لم نقصصهم). يرى الفراء أن المبتدأ مرفوع بالعائد عليه من جملة الخبر هذا هو شرح كلام الفراء».
وفي الكشاف ١: ٣١٤: «أو بما فسره {قصصناهم} العكبري ١: ١١٤.
وفي النهر ٣: ٣٩٧: «وانتصاب {ورسلا} على إضمار فعل أي قد قصصناهم رسلا عليك فهو من باب الاشتغال والجملة من قوله: {قد قصصناهم} مفسرة لذلك الفعل المحذوف ويدل على هذا قراءة أبي (ورسل) بالرفع في الموضعين.
وجاز الابتداء بالنكرة لأنه موضع تفصيل ومرجح النصب على الرفع كون العطف على جملة فعلية وهي {وآتينا داود زبورا} ومثله في البحر ٣: ٣٩٨.
٢ - وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها [٤٨: ٢١].
في الكشاف ٣: ٤٦٦: «ويجوز في أخرى النصب بفعل يفسره {قد أحاط الله بها} ونقل ذلك في البحر ٨: ٩٧ من غير اعتراض عليه.
وجاء أيضًا تقديم معمول الفعل بعد (قد) عليها في قول عمرو بن قنعاس: