للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مات عنها زوجها فلا مهر لها، ولم يكن بلغتهم سُنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بَرْوَعَ بنت واشق (١).

وهذا بابٌ واسعٌ. وأمَّا المنقول فيه عمَّن بعد الصحابة والتابعين فأكثر من أن يُحصى.

فإذا خفي على أَعْلَمِ الأُمَّة وأفقهها بعضُ السُّنَّة؛ فما الظنُّ بمَن بعدهم، فمن اعتقد أن كل حديثٍ صحيحٍ قد بلغ كلَّ فردٍ فردٍ من الأئمة أو إمامًا معيَّنًا فقد أخطأ خطأً فاحشًا.

قال أبو عمر: «وليس أحدٌ بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلَّا وقد خفيت عليه بعض سُنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الصحابة فمَن بعدهم» (٢).

وصدق أبو عمر - رضي الله عنه -؛ فإن (٣) مجموع سُنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أقواله وأفعاله وإقراره لا يُوجد عند رجلٍ واحدٍ أبدًا، ولو كان أَعلَمَ أهل الأرض.

فإن قيل: فالسُّنَّة قد دُونت وجُمعت وضُبطت، وصار ما تفرَّق منها عند الفئة الكثيرة مجموعًا عند واحدٍ.

قيل: هذه الدَّواوين المشهورة في السُّنن إنما جُمعت بعد انقراض عصر الأئمة المتبوعين، ومع هذا فلا يجوز أن يُدَّعى انحصار سُنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -


(١) أخرجه أحمد (٤١٨٠، ٤١٨١) وأبو داود (٢١١٤) والترمذي (١١٤٥) والنسائي (٣٣٥٥) وابن ماجه (١٨٩١) وابن حبان (٤٠٩٨) والحاكم (٢/ ١٨٠) عن معقل بن سنان - رضي الله عنه -، وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح».
(٢) لم نقف عليه بهذا اللفظ في كتب ابن عبد البر.
(٣) «ح»: «إن».