للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن قال: أثبته موجودًا.

قيل له: فهو هذه الموجودات أم غيرها؟

فإن قال: غيرها.

قيل له: فهل هو خالقها أم لا؟

فإن قال: هو خالقها.

قيل له: فهل هو قادرٌ عليها عالمٌ بها مريدٌ لها أم لا؟

فإن قال: نعم هو كذلك.

اضطر إلى تكثر صفاته وتعددها.

وإن نفى ذلك كان جاحدًا للصانع بالكلية، نافيًا له، فيستدل عليه بما يستدل على الزنادقة الدهرية المنكرين لربهم تعالى، ويقال له ما قالت الرسل لأممهم: {أَفِي اِللَّهِ شَكٌّ} [إبراهيم: ١٣].

وهل يستدل عليه بدليلٍ هو أظهر للعقول من إقرارها به وبربوبيته.

وَلَيْسَ يَصِحُّ فِي الْأَذْهَانِ شَيْءٌ ... إِذَا احْتَاجَ النَّهَارُ إِلَى دَلِيلِ (١)

وإن قال: أنا أثبته موجودًا، واجب الوجود، لا صفة له.

قيل له: بل زعمت أنه معدومٌ (٢) ممتنع الوجود، وكل موجودٍ محققٍ أو مقدرٍ (٣) أكمل منه على هذا التقدير، فضُلَّال اليهود والنصارى وعُبَّاد


(١) البيت للمتنبي، وهو في «ديوانه» (ص ٣٤٣).
(٢) «ح»: «معدوما».
(٣) «ح»: «يعدد». ولعل المثبت هو الصواب.