للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه وسلم، فسألا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ القرآن أنزل على سبعة أحرف، فلا تمَارَوْا في القرآن، فإنَ المِراء فيه كفرٌ (١) .

٤٢- حدثنا يونس، قال: أخبرنا سفيان، عن عمرو بن دينار، قال: قال


(١) الحديث ٤١- رواه أحمد في المسند رقم: ١٧٦١٥ (٤: ١٦٩-١٧٠ حلبي) ، عن أبي سلمة الخزاعي عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد. ونقله ابن كثير في الفضائل ٦٤-٦٥ عن المسند، وقال: "وهذا إسناد صحيح أيضًا، ولم يخرجوه"، يعني أصحاب الكتب الستة. ونقله الهيثمي في مجمع الزوائد ٧: ١٥١ وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح".
ونقله ابن كثير قبل ذلك، عن أبي عبيد القاسم بن سلام، قال: "حدثنا إسماعيل بن جعفر عن يزيد بن خصيفة عن مسلم بن سعيد مولى الحضرمي - وقال غيره: عن بسر بن سعيد- عن أبي جهيم الأنصاري: أن رجلين اختلفا"، إلخ. ثم قال ابن كثير: "وهكذا رواه أبو عبيد على الشك! وقد رواه الإمام أحمد على الصواب"، ثم نقل رواية المسند.
وما كانت رواية أبي عبيد على الشك، كما زعم ابن كثير، إنما للحديث طريقان: إسماعيل ابن جعفر، يرويه عن يزيد بن خصيفة عن "مسلم بن سعيد". وسليمان بن بلال، يرويه عن يزيد ابن خصيفة عن "بسر بن سعيد"، وهو أخو مسلم بن سعيد. فأشار أبو عبيد أثناء الإسناد إلى الرواية الأخرى، دون أن يذكر إسنادها.
وقد ذكر البخاري الروايتين في التاريخ الكبير: ٤\ ١\ ٢٦٢، في ترجمة "مسلم بن سعيد مولى ابن الحضرمي"، فأشار إلى أنه روى هذا الحديث عن أبي جهيم، وقال: "قاله إسماعيل ابن جعفر عن يزيد بن خصيفة. وقال سليمان بن بلال عن يزيد بن خصيفة عن بسر بن سعيد عن أبي جهيم". فأثبت بذلك الروايتين، لم يجعل إحداهما علة للأخرى. فيكون يزيد بن خصيفة سمع الحديث من الأخوين: مسلم وبسر، ابني سعيد.
ومن عجب أن الحافظ أشار في الإصابة ٧: ٣٥ إلى رواية هذا الحديث من طريق مسلم ابن سعيد، ونسبها للبغوي فقط، ثم لم يشر إلى رواية بسر بن سعيد، فأبعد جدًا!!
و"أبو جهيم الأنصاري" هذا: اسمه "عبد الله بن الحرث بن الصمة"، وقيل في اسمه أقوال أخر. ووقع في هذا الحديث في مطبوعة الطبري ومجمع الزوائد والفضائل لابن كثير "عن أبي جهم"، وهو خطأ مطبعي في غالب الظن، لأنه ثابت في المسند "أبو جهيم". وقال الحافظ في الفتح ١: ٣٧٤-٣٧٥، في حديث آخر له عند البخاري: "وقع في مسلم [يعني صحيح مسلم] : دخلنا على أبي الجهم، بإسكان الهاء، والصواب أنه بالتصغير، وفي الصحابة شخص آخر يقال له أبو الجهم، وهو صاحب الأنبجانية، وهو غير هذا، لأنه قرشي، وهذا أنصاري، ويقال بحذف الألف واللام في كل منهما، وبإثباتهما".
وقد أشار الحافظ إلى هذا الحديث في الفتح ٩: ٢٣، ونسبه لأحمد وأبي عبيد والطبري. ووقع فيه في هذا الموضع "أبي جهم"، بدون تصغير، وهو خطأ مطبعي أيضًا.
و"بسر بن سعيد": بضم الباء وسكون السين المهملة. ووقع في مطبوعة الطبري "بشر"، وهو خطأ مطبعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>