[إجمال في ذكر الدول والرجال الذين تولوا حلب بعد أن فتحها المسلمون]
أول دولة حكمت حلب دولة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين، ثم بقية الراشدين ثم الدولة الأموية ثم المروانية ثم العباسية العراقية. ثم استقل بها أحمد بن طولون في سنة ٢٦٤ واستمر بها هو وأعقابه من بعده إلى أن ضبطها منهم الأفشين. ثم عادت لبني طولون وكانوا هم والأفشين يخطبون باسم خلفاء الدولة العباسية العراقية. وفي سنة ٢٨٦ عادت لحكم الدولة العباسية المذكورة. ثم في سنة ٣٢٩ استولت عليها الدولة الإخشيدية فلم تطل مدتهم بها وانتقلت إلى الدولة الحمدانية سنة ٣٣٣ ثم استولت عليها الدولة الإخشيدية مدة ثم عادت إلى سيف الدولة ٣٣٦ وكانت الدولة الإخشيدية والحمدانية يخطبان فيها بأسماء خلفاء الدولة العباسية العراقية.
وفي أيام سيف الدولة استولى عليها الروم مدة قليلة ثم بارحوها وعاد إليها سيف الدولة.
ثم استولت عليها الدولة العلوية المصرية فلم تطل مدتها، وانتقلت منها إلى الدولة المرداسية سنة ٤١٤ وبعد مدة عادت لحكم الدولة العلوية المذكورة. ثم في سنة ٤٣٣ عادت للمرداسيين. ثم في سنة ٤٤٩ عادت للدولة العلوية. وفي سنة ٤٥٢ رجعت للمرداسيين وخطبوا فيها باسم خلفاء الدولة العلوية المصرية. ثم في سنة ٤٦٢ صاروا يخطبون باسم خلفاء الدولة العباسية العراقية. وفي سنة ٤٧٣ دخلت تحت سلطة شرف الدولة مسلم بن قريش صاحب الموصل وفي سنة ٤٧٨ اقتتل مسلم المذكور مع سليمان بن قطلمش السلجوقي صاحب قونيه، فانكسر مسلم وقتل وانهزم عسكره.
وكان الشريف أبو علي الحسن بن هبة الله مقدم الأحداث في حلب ورئيسها، فانفرد بها. وكان سالم بن مالك العقيلي بقلعتها وهو ابن عم مسلم المذكور، وكان أخو مسلم إبراهيم بن قريش محبوسا فقصده بنو عقيل وأخرجوه وملّكوه حلب.