فبلغ الإخشيد ذلك فقصده فخام «١» سيف الدولة عن لقائه لقلة عسكره، لأن أكثرهم استأمن إلى الإخشيد. ثم تواقعا بأرض قنسرين فدارت الدائرة على سيف الدولة وولّى منهزما إلى الرقة، ودخل الإخشيد حلب وعاث أصحابه في نواحيها وقطعوا أشجارها الكثيرة وبالغوا بإيذاء الناس لميلهم إلى سيف الدولة.
[سنة ٣٣٤ عود سيف الدولة إلى حلب وهو الاستيلاء الثاني:]
ثم في ربيع الأول من هذه السنة تقرر الصلح بين الأميرين على أن تكون حلب وحمص وأنطاكية لسيف الدولة، ودمشق للإخشيد، على أن يدفع عنها إلى سيف الدولة إتاوة سنوية «٢» .
[استيلاء سيف الدولة على دمشق:]
ثم إن سيف الدولة اغتنم فرصة خلوّ دمشق من الحامية، لانسحاب جيوش كافور وأنوجور منها إلى مصر لكفاح المغربي الذي استولى عليها. فتوجه سيف الدولة إلى دمشق واستولى عليها. ثم تبين فيها لأهلها أمارات الطمع فكاتبوا كافورا فحضر إليهم ومعه أنوجور ابن الإخشيد.
[سنة ٣٣٥ حرب سيف الدولة مع كافور:]
فتحارب في هذه السنة سيف الدولة في أكسال مع كافور، فانكسر سيف الدولة وولّى منهزما إلى حمص، فحشد وعاد إلى مرج عذراء وتواقع فيه مع كافور فانكسر أيضا وانهزم إلى الرقة. ودخل كافور إلى حلب وولّى عليها يانس المونسي.
[الفداء بالثغور بين المسلمين والروم:]
فيها كان الفداء بين المسلمين والروم على يد عامل سيف الدولة في الثغور، وكان عدد الأسرى ٢٤٨٠ وفضل للروم على المسلمين ٢٣٠ أسيرا، فوفّاهم سيف الدولة من ماله.