وفي سنة ١٣٠٣ ظهر في محلة كوثا غار واسع يدخل منه إلى عدة مغاير «١» منحوتة كالبيوت مفروشة بالفسيفساء قد اشتملت على نحو ألف رمّة إنسان تفوق رمم أوادم هذا العصر طولا وضخامة وقد أزيلت كلها واتخذت المغاير مساكن للفقراء.
وفي سنة ١٣٠٩ ظهر باتصال السور خارجها مغاير أخرى مفروشة بالفسيفساء مشتملة على عدد عظيم من رمم الموتى والتماثيل الحجرية. وعلى حجرة ضخمة طويلة فيها ثمانية رسوم نافرة للرجال والنساء ولرسوم الرجال لحى وفي رؤوسهم كالقرنين ولرسوم النساء أقراط في آذانهن. وبين رسوم الفريقين خطوط ورموز لم يوقف لها في الرها على معنى. وفي قرب هذا الحجر حجر آخر فيه صورة كرمة تدلت عناقيدها. ومن عهد قريب ظهر أيضا قرب دار الحكومة غار مفروش بالفسيفساء فيه عشرة تماثيل حجرية أحدها تمثال رجل له لحية طويلة وحوله عدد من تماثيل البنات وعلى الأرض خطوط سريانية ولما اتصل خبرها بالحكومة صدر الأمر من الآستانة بسد أبوابها وترك ما فيها على ما هو عليه. وموضع هذا الغار في محلة دركزان خارج السور باتصال نهر قره قيون حذاء دار الحكومة وحول هذا الغار نحو ثلاثمائة غار ظهرت حين عمل الطريق وسدت.
مياه مدينة الرّها
وأما مياه الرها فلذيذة جدا، وهي عين الخليل والعين الزرقاء وعين بقربها ونهر الكهريز منبعه جبل قشمر على مسافة ساعتين من الرها فيدخل إليها بعد أن تدور عليه الأرحاء ويتفرع إلى قنى في مبانيها بحيث يسقي نحو النصف منها. وعين أسكي كهريز منبعها جبل شمالي الرها على بعد ساعة منها ويفنى ماؤها في البساتين. وعين دركلي على مسافة ساعة من البلدة تفنى في البساتين أيضا. ونهر جوسق خارج البلدة على بعد نصف ساعة منها يسقي البساتين وبعض مباني البلدة ونهر سلب على بعد ساعتين من الرها يسقي بساتين قرية قره كبرى وتدور به الأرحاء ويجري إلى قرب البلدة فيسقي كثيرا من حقولها.
وبقرب باب حران عين اسمها قره بنا رأي العين السوداء وعلى بعد عشرة «٢» ساعات