٩٨٧ م/ ٣٧٧ هـ وبذلك انتهت سلسلة الشرلمانيين الثانية من سلسلة ملوك فرانسة وابتدأت السلسلة الثالثة منهم.
[السلسلة الثالثة:]
هذه السلسلة تسمّى ملوكها بالملوك الكابيسيين الذين دام تملكهم على المملكة الفرنسية من سنة ٩٨٧ م/ ٣٧٧ هـ إلى سنة ١٨٤٨ م/ ٤٦٥ هـ. وقد علمت أن أول ملك من ملوك هذه السلسلة هو الملك هوك كابه وإليه تنتسب هذه السلسلة.
على أن ملوك هذه السلسلة قد قصروا اهتمامهم في بدء أمرهم على مقاطعتهم الخصوصية، وهي مقاطعة إيلدو فرانس، ولم يتلفتوا إلى باقي المملكة الفرنسية، فاستبد بها حكامها واستقلوا بأحكامها وصاروا مثل ملوك الطوائف (feodalite) في أيام ضعف الخلفاء العباسيين، ولم يبق للملوك الكابيسيين سوى سلطة اسمية وأمور شرفية وبعض امتيازات لا فائدة في ذكرها.
وقد تعاقب ملوك هذه السلسلة على عرش فرانسا الخيالي، وكانوا على التمادي يزدادون ضعفا ووهنا ومنهم الملك روتير التقي، الذي كان ملكا من سنة ٩٩٦ م/ ٣٨٦ هـ والملك هنريكيس الأول الذي كان ملكا من سنة ١٠٣١ م/ ٤٢٣ هـ إلى سنة ١٠٦٠ م/ ٤٥٢ هـ، وفيلبوس الأول الذي ملك من سنة ١٠٦٠ م/ ٤٥٢ هـ إلى سنة ١١٠٨ م/ ٥٠٢ هـ وكرلس البسيط الذي أعطى النورمنديين مقاطعة فوستريا مع مدينتي (روان وكان) ، فسميت هذه المقاطعة باسمهم. وقد استفحل أمرهم حتى استولوا على بلاد إنكلترا وتتوج قائدهم الدوك (غليوم) الغازي ملكا في لوندرة فأصبح أعظم قدرة وصولة من ملك فرنسا، مع أنه تحت حكم ملك فرانسا. ثم لما ملك لويس السادس- المسمى لويس الضخم أو لويس النبيه- بعد فيلپوس الأول باشر الحرب ضد ملوك الطوائف. وقد امتد ملكه من سنة ١١٠٨ م/ ٥٠٢ هـ إلى سنة ١١٣٧ م/ ٥٣٢ هـ.
وكانت حروب الصليبيين قد بدأت منذ سنة ١٠٩٦ م/ ٤٩٠ هـ وامتدت حتى سنة ١٢٧٠ م/ ٦٦٩ هـ وعدد حملاتها ثمانية. وقد استولى الصليبيون في هذه المدة على القدس ونواحيها. ثم عادت إلى حكم المسلمين بسبب ضعف الصليبيين وانقسامهم على بعضهم.
وقد نهض الصليبيون في تلك الأيام نهضة عظيمة في العلوم والفنون ولا سيما في فن الهندسة.