عجب في ذلك، فقد طلب إليه أن يفتتح حفل جرّ ماء عين التل إلى حلب بقصيدة من نظمه.
وبعد قيام الحكومة العربية إثر جلاء الجيش العثماني عن البلاد ندبه شكري باشا الأيوبي الدمشقي وكان حاكما عسكريا على حلب لمرافقة اللنبي القائد العام للجيوش الإنكليزية العربية الفرنسية في سورية وفلسطين في زيارته للأماكن التاريخية في مدينة حلب سنة ١٣٣٧ هـ/ ١٩١٨ م.
وبعد انقضاء العهد العربي لازم الغزّي من حكم حلب من كبار أعيانها ككامل باشا القدسي ١٣٣٨ هـ- ١٣٤٠ هـ/ م- ١٩٢٠ م- ١٩٢١ م؛ ومصطفى برمدا ١٣٤٠ هـ- ١٣٤١ هـ/ ١٩٢١ م- ١٩٢٢ م؛ ومحمد مرعي باشا الملاح ١٣٤١ هـ- ١٣٤٦ هـ/ ١٩٢٢ م- ١٩٢٧ م. وعاش بجانبهم معظّما عندهم محببا إليهم، فذكرهم في «النهر» مادحا، وخص آخرهم بالثناء الجزيل إذ ولاه إدارة دار الكتب الوطنية سنة ١٣٤٢ هـ/ ١٩٢٤ م وأتاح له الانصراف إلى العلم والتصنيف فوضع تاريخه هذا.
وقد اشتهر الغزّيّ منذ شبابه الأول بسعة الثقافة، وحب المطالعة، وبذكاء واضح وعقل راجح، ونفس لا تعرف التعصب، ولا عجب في ذلك، فقد كان أصدقاؤه من مختلف الأديان. وكان إلى ذلك يعظ في أكثر منابر بلده، فيفيد س من فيض علمه وغزير معرفته، فأصبح محط الأنظار يفد إليه الكبراء يستمدون منه النصح والمشورة ومن هؤلاء عبد الرحمن زكي باشا المدرس الوجيه الحلبي المتوفى سنة ١٣٢٧ هـ/ ١٩٠٩ م الذي طلب إليه إنشاء كتاب وقف الجامع الذي بناه في محلة السليمية سنة ١٣١٨ هـ/ ١٩٠٠ م.
[خزانته]
عرف عن الغزّيّ أنه أولع باقتناء الكتب منذ صباه، فكان يطوف الأسواق والخزائن في المشرق والمغرب متحريا النفيس من أصنامها. حتى اجتمعت له منها خزانة نفيسة عامرة عدها العلامة المرحوم محمد كردعلي الدمشقي في كتابه «خطط الشام» واحدة من أشهر خزائن حلب لوقته «١» .