سيأتي لنا في الكلام على أنطاكية أنه كان يوجد فيها هيكل يقال له أبولون معبود السلوقيين وكان معمولا من السرو الجبلي وهو عند اليونانيين إله الصنائع والأدبيات والطب وضياء الشمس. وكان على مثال شاب جميل الصورة وقد استرسل شعره إلى الأرض وحمل في يده قوسا. وقد بقي يعبد (١١٧٨) سنة وذلك من مبدأ عمله إلى عام احتراقه.
[الصابئية]
منذ نصف قرن تقريبا ظهر ضمن ناووس في قرية النيرب حجر على هيئة القمر قد يستدل منه على أن نحلة الصابئية كانت موجودة في حلب. أما وجودها في مدينة حران والرها فهو أمر محقق لا مرية فيه.
قال المسعودي في مروج الذهب: وللصابئية من الحرانيين هياكل على اسم الجواهر العقلية والكواكب فمن ذلك هيكل العلة الأولى وهيكل العقل وهيكل السنبلة وهيكل الصورة وهيكل النفس، وهذه مدورات الشكل. وهيكل زحل مسدس وهيكل المشتري مثلث وهيكل المريخ مستطيل وهيكل الشمش مربع وهيكل عطارد مثلث الشكل في جوف مربع مستطيل وهيكل الزهرة مثلث في جوف مربع وهيكل القمر مثمن إلى آخر ما قال.
وقد تكلمنا على هذه النحلة بإسهاب في الفصل الذي عقدناه بالكلام على الرها وحرّان فراجعه «١» .
[عبادة النار في حلب]
المفهوم من الكلام على منارة الجامع الأموي الكبير أن حجارتها كانت من بناء معبد للنار قديم. فيلزم أن يكون المجوس توطنوا حلب في وقت ما.
أما وجود اليهود والنصارى في حلب قبل الفتح وبعده فسنتكلم عليهما في الفصل التالي.