ومن الأماكن التي لها ذكر في التاريخ في قضاء كلّز (قلعة الراوندان) في ناحية منبج الفوقاني. وكانت قلعة صغيرة على رأس جبل منفرد في مكان لا يحكم عليه منجنيق ولا يصل إليه نبل وكان لها ربض صغير في لحف «١» جبلها ويطيف بالقلعة واد من جهة الشمال والغرب كالخندق لها وفيه نهر جار.
[جندرس]
من الأماكن الشهيرة في التاريخ في هذا القضاء (جندرس) وهي الآن قرية في ناحية الجوم. وكانت بلدة مشهورة آثارها باقية حتى الآن.
[دابق]
ومن تلك الأماكن (دابق) في ناحية عزاز الفلاح فقد اشتهرت بحادثة تيمورلنك ثم بحادثة السلطان سليم خان مع السلطان قانصوه الغوري فإن محاربتهما كانت في مرج القرية المذكورة. وتقدم الكلام عليها في باب الحوادث. ومحل هذه القرية بين حلب وكلّز تبعد عن حلب ست ساعات وعن كلّز أربع ساعات وعند هذه القرية مرج معشب نزه كان ينزله بنو مروان. وكان سليمان بن عبد الملك قد عسكر بدابق وعزم ألا يرجع حتى يفتح القسطنطينية أو تؤدى إليه الجزية. فشتّى بدابق شتاء بعد شتاء إذ ركب ذات يوم عشية من يوم الجمعة فمر بالتل الذي يقال له تل سليمان فرأى عليه قبرا فقال: من صاحب هذا القبر قالوا: هذا قبر عبد الله بن مسامع «٢» بن عبد الله الأكبر فقال سليمان يا ويحه لقد أمسى قبره بدار غربة.
قال: ومرض سليمان في أثر ذلك ومات ودفن إلى جانب قبر عبد الله المذكور. وقيل في وفاته إنه شهد جنازة بدابق قد دفنت في حقل فجعل سليمان يأخذ من تلك التربة ويقول ما أحسن هذه التربة وأطيبها فما أتى عليه جمعة حتى دفن إلى جنب القبر. وكان مشهورا