وسكان هذه القصبة كلهم أرمن وفيهم قليل من المسلمين كما نراه في جدولها. وهم جميعا يتكلمون بالأرمنية والتركية وفي هذا القضاء التركي والكردي والأرمني والجركسي.
والذي تلخص لي بعد البحث والتنقيب أن قصبة الزيتون حادثة غير قديمة وأنها كانت في الأصل حصنا للمسلمين يوجد في ضواحيه كثير من شجر الزيتون وقفه علاء الدين آخر أمراء ذي القدرية على مبانيه الخيرية في مرعش. وكان المسلمون يسمون هذا الحصن قلعة الزيتون ويسميه الأرمن بيرت أي قلعة. وقد سكنت الأرمن ربض هذا الحصن في أوائل دولة ذي القدرية اختاروا به السكنى لصعوبة ارتقاء فجاجه ووعورة مسالك جبله.
وكان يوجد قرب قرية فرنوس على بعد مرحلة صغيرة من الزيتون قصبة اسمها أولنيا كان يقطنها الأرمن من قديم الزمن إلى حدود الألف من الهجرة وفي ذلك الحين كثرت غارات التركمان على قصبة أولنيا فخربت ونزح أهلها عنها وجلا بعضهم إلى قلعة الزيتون فتوطنوها ونقلوا إليها اسم قصبتهم المذكورة فهي أي الزيتون لم تزل معروفة عند خواص الأرمن باسم أولنيا وجماعة كهنة الأرمن ما زالوا حتى الآن يسمونها في صكوكهم ورسائلهم أولنيا. والله أعلم.