كنائس وأربعة عشر حماما وألف وثمانمائة دكان وأربعة مخازن كبار وسوق للحراج وأحد عشر خانا وأربعة عشر فرنا ومائتين وثلاثين نولا لنسج القماش ودباغتين وخمسة وخمسين مقهى وخمس خمارات واثنتي عشرة مصبغة ومصبنتين وعشر معاصر وثلاثة فنادق وستة مكاتب. ومباني أورفه جميلة المنظر بعضها مبني بالحوّار الصلب الشبيه بالنحيت وبعضها الآخر مبني بالحجر الصلد.
[مسجد مولد الخليل]
وفي مدينة الرها موضع معروف بمسجد مولد الخليل يقال إن فيه كان مولده عليه السلام وهو موضع نزه تمر منه قناة عذبة صافية. وفي جنوبي قبليته شبه مغار مملوء من الماء العذب الصافي قد علّق في سقفه شيء من الخشب شبيه بالمهد يقال إنه على صورة مهد إبراهيم عليه السلام وكان يعرف هذا الموضع قديما باسم كوثا.
[النار الموقدة للخليل]
ويقال إن موضع النار التي أوقدت للخليل عليه السلام بنى المسلمون في محلها جامعا عظيما ومدرسة يقال له جامع الخليل على الضفة اليسرى من عين زليخا عند رأسها. قيل:
وإذا حفر من أرض هذا الجامع عمق رمح ظهر الفحم الذي هو من آثار تلك النار.
قلت إذا صح هذا فلا يصلح دليلا على أنه كان موضع نار الخليل عليه السلام إذ يحتمل أن يكون ذلك الفحم من آثار النار التي كان يعبدها المجوس حين استيلائهم على أورفه فقد صح عنهم أنهم كان لهم فيها موقد تجاه مولد الخليل يفصل بينهما العين المذكورة.
[أسماء أورفه]
ولهذه المدينة عدة أسماء منها الرها وهو المعروف عند العرب ومنها أورفه قيل والرها تصحيفه وقيل بالعكس وسميت أولا إيذسا أو ادسا أو اذاسا وكاليرهوى وكانت مملكة أسروانة ما بين النهرين وكانت سميت أولا أنطاكية وسماها السلوقيون بإيذسا باسم ايذسا التي في مملكة مكدونية وأما تسمية اليونان لها بكاليرهوى فقيل سببه عين جيدة تسقيها زاعمين أنها حوض مؤلف من مياه نهر إبراهيم الخليل وهو ديصان بالسرياني وسكيرتوس باليوناني ومعناه القافز لأنه كثيرا ما كان يخرج عن مجراه.