حجرتان صغيرتان أيضا وفي الجهة الجنوبية قبلية على طول السماوي في عرض ستة أذرع تقريبا ولا يعرف لها الآن وقف ولا يقرأ فيها درس ولها باب ذو ثلاثة أحجار سود وفي سنة ١٢٨١ جدد لها باب خارجي مكتوب عليه: جددت مدرسة بني الشحنة في أيام صاحب الدولة حضرة ثريا باشا والي حلب أدام الله تعالى إجلاله عن يد الحاج يوسف والحاج عبد القادر حسبي الحسيني سنة ١٢٨١: والمسجد المذكور الذي كان إلى جانبها الشمالي لا أثر له وصار في محله دور مملوكة للناس.
[جامع الناصرية]
هو في رأس الجادة الكبرى الآخذة شمالا إلى جهة خان قورد بك وقد تقدم لنا في الكلام على اليهود أنه كان كنيسة لهم وكان يسمى بكنيسة مثقال إلى آخر ما قلناه ولما حكم بهدمها (محمد بن علي بن عبد الواحد الزملكاني) هدمت وجعلت مدرسة ونسبت إلى سلطان الوقت الملك الناصر واشتهرت بالناصرية ثم أقيمت بها الجمعة واستمرت إلى أن أحرق في فتنة تيمور سقفها وتشعث حالها وانقطعت منها الخطبة فأصلحها قاضي القضاة علاء الدين خطيبها وابن خطيبها وأكمل عمارتها وأقام بها الجمعة وفي سنة ٨٣٣ وقف عليها وقفا عظيما أكثره مسقفات أبو عبد الله خطيبها محمد بن الخطيب الناصري الشافعي الطائي ثم أجرى إليها الماء من قناة حلب (عبد الله بن مشكور) وعمر في وسطها حوضا ينزل إليه الماء بدركات.
وأما تسميته بجامع الحيات فلصور حيات في قنطرة بابه. وهو الآن عمارة لها صحن يبلغ بضعة عشر ذراعا في مثلها وفي وسطه الحوض المذكور وفي غربي شماليه صهريج وفي جنوبيه قبلية بنسبته وفي شرقيه رواق في صدره الحجر المحرر بالقلم الآشوري واللفظ العربي الذي قدمنا ذكره في الكلام على اليهود وفي شماليه رواق من شرقيه باب يدخل إلى مطهرة وفي غربيه ثلاث حجرات وفوق بابه منارة صغيرة وجميع مبانيه متوهنة محتاجة إلى الترميم وله أوقاف جزئية تبلغ بضعة آلاف قرش تحت تولية امرأة تزعم إنها من ذرية الواقف خطيب الناصرية وتصلى فيه الخمس والجمعة ويوجد في شمالي باب هذا الجامع بينه وبين العصرونية مكان أشبه ما يكون بالمدرسة مشتمل على بعض الحجرات يسكنها بعض المهاجرين وهو مربع الصحن يبلغ عشرة أذرع في مثلها وأظنه كان مدرسة للناصرية وله باب إليها وفي